القوات الإسرائيلية تعيق عمل الطواقم الطبية وتلحق الإصابات بينهم خلال تجدد العنف في الشيخ جراح

تجدد تصعيد عنف القوات الإسرائيلية والمستوطنون في حي الشيخ جراح  في القدس الشرقية المحتلة بما يعيد للذاكرة أحداث مايو 2021م التي أدت للهجمة الإسرائيلية الأكثر تدميراً منذ سبع سنوات على قطاع غزة. 

يواصل الفلسطينيون لليوم الرابع تظاهرهم ضد سياسات التمييز الإسرائيلية ووشوك تهجير عائلات من حي الشيخ جراح، وتصدت القوات الإسرائيلية للمتظاهرين بالرصاص الفولاذي المغطى بالمطاط وبقنابل الغاز والصوت، فيما أدى لإصابة 35 فلسطينياً من بينهم أفراد من الطواقم الطبية وصحفي. 

صرّح محمد فتيانيالمتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيبأن فريق الجمعية الطبي قام "بتقديم العلاج لـ35 فلسطينياً أُصيبوا خلال الاشتباكات منذ يوم الأحد، وتم نقل عشرة منهم للمتشفى كان من بينهم ثلاثة مسعفين تم استهدافهم أثناء تقديمهم لإسعافات أولية." 

"واجهنا الكثير من العقبات مثل حظر وتأخير وصولنا لمواقع الاشتباك، ورفع الأسلحة في أوجه طواقمنا الطبية، وأمر طواقمنا بمغادرة المكان؛ كما وهوجمت إحدى سيارات إسعافنا بما ألحق الضرر بها." 

اندلعت أحداث العنف بعد اقتحام عشرات من المستوطنين الإسرائيليين للشيخ جراح وإعتداءهم على الفلسطينيين الذين تجمّعوا للتضامن مع عائلة سالم التي تواجه خطر التهجير القسري من بيتها.  

تصاعدت حدة العنف بعد قيام عضو يميني متطرف من الكنيست الإسرائيلي بإعادة نصب خيمته "مكتبه" على أعتاب بيت عائلة سالم في عرض استفزازي لدعمه للمستوطنين، وقد تم تصوير داعميه أثناء رقصهم واحتفالهم بالتهديد الذي تلقته عائلة سالم بتهجيرها، ويعلّق يوفال آبراهامالصحفي الإسرائيلي الذي صوّر العرضبقوله: "الظلم واضح لأي شخص يفتح عينيه". 

تواجه مستشفى المقاصد في القدس الشرقية منذ قبيل تصاعد العنف ضغطاً متزايداً على خدماتهاوكانت قد استقبلت حوالي 1,000 مصاب أثناء أحداث العنف قبل تسعة أشهر. يقول د. سهيل ميعاريمستشار تنمية الموارد والإشراف على المشاريع: "تمر المستشفى بظروف حرجة في هذه الأثناء. ليس باستطاعتنا دفع رواتب موظفينا البالغ عددهم 900، وقد تلقوا نصف رواتبهم خلال ديسمبر ولم يتلقوا شيئاً منها خلال يناير وفبراير." 

ستستمر جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) في متابعة الأوضاع ومشاركة التحديثات مع جمهورها. قدمت (ماب) خلال الأشهر الماضية إمدادات طوارئ لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية ومستشفى المقاصد ومستشفى مار يوسف في القدس الشرقية، وتعمل الآن على توفير سيارتي إسعاف لجمعية الهلال الأحمر لتعزيز استجابتها للوضع الحرج. 

يمكنكم دعم العمل بالغ الأهمية الذي تقوم به المستشفيات في القدس الشرقية عبر التبرع لـ(ماب). 

تصاعد العنف ضد الفلسطينيين 

ينطوي عنف المستوطنين والقوات الإسرائيلية على خطر متزايد لحياة وسلامة الفلسطينيين في مناطق أخرى من الضفة الغربية. تشير الأمم المتحدة إلى إصابة 834 فلسطينياً على أيدي مستوطنين وجنود إسرائيليين خلال الأسابيع الستة الأولى من عام 2022موهو تقريباً ثلاثة أضعاف عدد الإصابات في ذات الفترة من عام 2021م (285). 

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية هذا الأسبوع أن عشرات الفلسطينيين أُصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي خلال مداهمة مسلحة لهدم بيت فلسطيني وخلال الاشتباكات اللاحقة لها في قرية سيلة الحارثية بالقرب من مدينة جنين في شمالي الضفة الغربية، والتي صرّحت جمعية الهلال الأحمر عقبها بأنه تم منع سيارات إسعافها من الوصول للقرية لعلاج المصابين، وقالت الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال فلسطين أن قناصاً إسرائيلياً استهدف الطفل محمد أكرم علي طاهر أبو صلاح، 16 عام، فيما أدى لمقتله بتاريخ 13 فبراير 2022م. 

إن الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي والممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية تشكل معيقاً رئيسياً يحول دون تمتع الفلسطينيين بحقهم في الصحة والكرامة. تطالب (ماب) المجتمع الدولي، بما فيه المملكة المتحدة، باتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لوقف المحاولات الإسرائيلية الرامية لتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، ووقف استعمال القوة المفرطة في وجه المتظاهرين وأفراد الطواقم الطبية، وضمان وصول الطواقم الطبية للمصابين. 

يجب على المجتمع الدولي دعم تحقيقات جديّة وإعمال مبدأ المساءلة حيال انتهاكات القانون الدولي التي تقوّض من صحة وكرامة الفلسطينيين، بما في ذلك عبر دعم اللجنة الأممية المستحدثة مؤخراً للتحقيق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل. 

دافعوا عن الحقوق المتساوية لكل فلسطيني  في الصحة والكرامة عبر توقيع التعهد. 

Stay updated – join our mailing list

Sign up for our newsletter to receive all the latest updates from our programmes, campaigns and fundraising appeals.

* indicates required
Your Interests