25 August 2022
بدعم من جمعية العون الطبي للفلسطينين (ماب) نظمت مؤسسة بيت أطفال الصمود—شريكة ماب في لبنان—حلقة عمل لمجموعة من الشباب والعاملين الاجتماعيين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
يواجه الفلسطينيون اللاجئون في لبنان أزمة إنسانية مستديمة تنطوي على تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية—بما فيها الفقر وسوء الأحوال المعيشية—تؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية، ويُحرم في ظل هذه التحديات الشباب الفلسطينيون من وصولٍ كافٍ لخدمات الصحة والتعليم ومن التمتع بمساحات آمنة وحرة للمشاركة الاجتماعية وتبادل الخبرات والتنمية.
تم تنظيم الورشة كجزء من مشروع تموّله ماب بهدف تسخير منهجية تعليم الأقران في منح الشباب فرصاً لتبادل معلومات صحية وتعزيز روح التغيير والسلوك الإيجابي بينهم.
عُقدت الورشة على مدى أربعة أيام أقام فيها المشاركون في جبال لبنان، وحظي 25 من المعلمين الأقران وخمسة عاملين اجتماعيين بفرصة الابتعاد عن أجواء الاكتظاظ في المخيمات وشاركوا في أنشطة تثقيفية وترفيهية وقضوا وقتاً مع أقرانهم في بيئة ملهمة ومريحة.
سعت الورشة لتنمية مهارات المشاركين في مجالات التواصل وتعليم الأقران ودمج الأشخاص ذوي الاعاقة في ورشات تعليم الأقران. يشير سيف*، 19 عاماً، إلى استفادته من الورشة كأحد متطوعي تعليم الأقران في مخيم مار إلياس في بيروت: "استفدت كثيراً من هذه الورشة وتعلمت كيفية التواصل مع أقراني ومع المجتمع بطريقة أكثر فعالية وايجابية ولباقة. تعلمت أيضاً كيف أكون واثقاً في تقديم نفسي."
وعن تجربة مشاركته يخبرنا جبل*—معلم أقران متطوع في مخيم البداوي في شمال لبنان: "وجدت الورشة مفيدة جداً. شاركنا في عدة أنشطة جديدة يمكننا استعمالها في ]عقد[ ورشات تعليم أقران، وتعلمنا كيفية استخدام كل نشاط في وقت معين لإيصال فكرة بشكل أوضح. تعلمنا أيضاً كيفية التواصل مع بعضنا البعض وكيفية العمل كفريق وتوزيع الأدوار، بالإضافة إلى الإصغاء ومشاركة الأفكار بين بعضنا البعض. آمل أن أكون قادراً على المشاركة في ورشات مستقبلية ]كهذه[."
سيقدم المشاركون ورش تعليم أقران محسنة حين عودتهم إلى مجتمعاتهم عبر تطبيق المهارات التي طوروها، وهو ما يساهم في استدامة أثر المشروع وفي منح جيل جديد من اليافعين الفلسطينيين فرصاً لتحقيق تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
يُلهم نجاح الورشة كلاً من ماب ومؤسسة أطفال بيت الصمود للتخطيط لعقد ورشتين أُخريين خلال السنة القادمة، وهو الأمر الذي تم تأجيله لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا—التي فاقمت من الأزمة الإنسانية والاقتصادية المزمنة في لبنان.
يستهدف مشروع تعليم الأقران حوالي 500 يافع فلسطيني من مخيمات اللاجئين في لبنان كل عام، وكنتيجة لمشاركتهم في أنشطة المشروع في عام 2021م أشار 75% من المشاركين إلى زيادةٍ في معرفتهم بقضايا الصحة، و82% إلى تعزيز ثقتهم بنفسهم زادت وتحسين مهارات تواصلهم ، كما أصبحت آراء 72% من المشاركين أكثر إيجابية حول حقوق المرأة والإنصاف الجندري، وأصبح لدى 75% منهم وعيٌ أكبر بالمخاطر المختلفة.
يؤكد ابراهيم—14 عاماً وهو من مخيم الرشيدية—على الأثر الشخصي لمشاركته في الورشة ويشجع اليافعين على المشاركة في أنشطة المشروع: "استفدت كثيراً على المستوى الشخصي من مشروع تعليم الأقران وآمل أن أستطيع الالتحاق بورشات أخرى في المستقبل. أوصي اليافعين بالمشاركة في ورشات تعليم الأقران لما لها من أهمية وفائدة."
يمكنكم دعم هذا المشروع والمساهمة في خدمة ماب للشباب من الفلسطينيين اللاجئين عبر التبرع هنا.
*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية.