1 November 2022
تسكن خديجة*، 42 عاماً، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تعتمد مع سبعة من أطفالها وأحفادها على المساعدات الإنسانية، وخاضت خلال السنوات الثلاث الأخيرة ثلاث عمليات جراحية من أجل استئصال كتل من ثديها أفاد طبيبها أنها لم تكن سرطانية، كما تلقّت أدوية مضادة للالتهابات عقب كل عملية.
تعاني خديجة أيضاً من داء السكري وارتفاع ضغط الدم وتشير إلى وضعها الصحي مؤخراً بقولها: "كانت حالتي جيدة بعد آخر عملية ولكن قبل شهور قليلة لاحظت التهاباً في ثديي ونزيفاً وإفرازات هناك، كما خسرت 20 كيلوغرام من وزني دون أن أغير من نمطي الحياتي أو الغذائي".
يفاقم الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين في لبنان من الأزمة الصحية لخديجة—ولأحد أحفادها البالغ عامين والذي يعاني من مشاكل تنفسية تتطلب منذ ولادته علاجاً مستمراً—في وقتٍ يواجه فيه الفلسطينيون اللاجئون في لبنان نقصاً في وفرة الأدوية وزيادةً في تكاليفها وفقراً يؤثر على 93% منهم.
تسعى خديجة لتشخيص أعراضها الأخيرة المقلقة ولكن وضعها المالي يشكل عقبة أمام ذلك: "لا يسمح لي وضعي المالي الآن بإجراء فحوصات تشخيصية أو الحصول على استشارات طبية، ولا أستطيع دفع تكاليف عملية جراحية أخرى". تلقت خديجة في السابق دعماً من الأونروا ومن فلسطينيين آخرين في المخيم لتغطية جزء من تكاليف عملياتها الجراحية وهو الدعم الذي بدونه لم يكن بمقدورها تحمّل تلك التكاليف.
في أكتوبر من العام الحالي تعرّفت خديجة على حملة سنوية تنظمها جمعية ماب وشريكتها في لبنان جمعية نبع خلال شهر التوعية بسرطان الثدي لرفع مستوى الوعي وتشجيع الكشف المبكر وتوفير أطباء يقدمون استشارات طبية مجانية في عيادات الصحة الانجابية ويقومون بتحويل المستفيدات لتلقي فحوصات مجانية.
تشارك خديجة تجربتها في الاستفادة من أنشطة الحملة بقولها: "عندما علمت بالحملة أردت حضور إحدى جلسات التوعية بسرطان الثدي للتعرف على المرض الذي تسبب في وفاة أمي وأختي وأخي. كانت أختي مريضة جداً ولكنها رفضت الخضوع للفحص وأخفت مرضها عنها بسبب خوفها؛ لم تشأ الموت وترك طفلتها وحيدة مع اعاقتها. في الفترة الأخيرة قبل وفاتها عانت أختي من حالة مرضية شديدة وقمنا بأخذها للطبيب ولكن الأوان كان قد فات حيث كان سرطان ثدي لديها في مراحلة متقدمة وماتت بعد 20 يوماً من ذلك."
حين حضورها جلسة التوعية أدركت خديجة أن لديها جميع أعراض سرطان الثدي وأخبرت كفاح*—ممرضة الصحة الإنجابية—عن حالتها وعن تاريخ عائلتها مع سرطان الثدي، وقام بعدها طبيب بفحص خديجة وتحويلها لتلقي فحص للثدي بالأشعة (ماموجرام)، وهي الآن في انتظار نتائج فحصها وتقول: "أنا مستعدة لقبول النتائج مهما حدث".
بالرغم من الظروف بالغة الصعوبة التي تواجهها إلا أن خديجة تتمتع بالكثير من الأمل وهي الآن عازمة أكثر من أي وقتٍ مضى على إرشاد النساء في محيطها لكي لا يخضن ما مرت به: "تعلمت الكثير من جلسات التوعية ومن الناجيات اللواتي شاركن قصصهن. سأخبر الآن أخواتي وبناتي أن عليهن الانتباه لأنفسهن وتلقي الفحوصات لأننا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي".
نرجو تكرمكم بالتبرع لتوفير العلاج المنقذ لحياة الفلسطينيات مثل خديجة.
*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية.