3 January 2023
تنتشر في قطاع غزة عدوى المستشفيات—والتي تنتقل غالباً من المرضى والطواقم والمعدات الطبية في المستشفيات، وتفيد دراسة تم نشرها في مجلة ذا لانسيت إلى أن العدوى تنتقل إلى 24% من المرضى في وحدة العناية المركزة في مستشفى الشفاء؛ فيما يشير إلى الحاجة لمزيد من اجراءات الوقاية والرقابة.
تؤدي هذه العدوى إلى إطالة مدة الاقامة في المستشفى وقد تتسبب في إعاقة دائمة للمرضى وفي أعباء مالية اضافية وجسيمة لأنظمة الرعاية الصحية. تشمل الأسباب الرئيسية لهذه العدوى: الاكتظاظ في المستشفيات، وعدم نظافة مرافقها، وضعف بنيتها التحتية، وعدم كفاية المعدات فيها، ونقص أعداد الطواقم الطبية، وضعف المعرفة باجراءات مكافحة العدوى أو القدرة على تطبيقها.
تلمس جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) في جميع أنشطتها في مجال الرعاية الصحية الثانوية آثار السياسات والممارسات الإسرائيلية في غزة؛ فالحصار والاغلاق غير القانونين وتكرار الهجمات العسكرية يفاقم من نقص المعدات الأساسية وذات الجودة المناسبة، ويؤدي لمنع الطواقم الطبية من الوصول لفرص التدريب والتنمية المهنية خارج غزة، ويتسبب في ضرر للبنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية.
تستجيب ماب لهذه الحالة عبر عملها على تحسين ممارسات التعقيم ومنع ومكافحة العدوى في غزة وذلك منذ اكتشاف صدأ إحدى الأدوات التي تم التبرع بها في عام 2016م لمشروعها المعني بإعادة ترميم الأطراف؛ فبالرغم من أن عمر الأداة الافتراضي يبلغ عشر سنوات إلا أنها تعرضت للصدأ خلال شهرين وهو ما دفع ماب للتحقيق في الأمر والبحث عن حلول.
قامت ماب مع د. روبرت سبينسر—وهو استشاري في مجال الأحياء الدقيقة الاكلينيكية والبيئية في المملكة المتحدة—بتقييم جميع أقسام خدمات التعقيم تقريباً في المستشفيات العامّة الرئيسية في قطاع غزة، وكشف التقييم عن مدى ضعف ممارسات منع ومكافحة العدوى وهو ما عملت ماب منذ حينه على تدريب الطواقم العاملة من خلال استقدام وفود طبية بريطانية وتوريد المعدات اللازمة وبناء أو تحديث أقسام خدمات التعقيم في مستشفيات غزة.