مدرسة سيرك فلسطين: فرصة نوعية وهامّة للأطفال واليافعين

تستخدم مدرسة سيرك فلسطين—شريكة ماب في الضفة الغربية—فنون السيرك في تمكين الأطفال الفلسطينيين من ذوي اعاقات التعلم، وتسعى في ذلك لتعزيز ثقتهم وحقوقهم ومشاركتهم في الحياة العامة، وتنظّم أنشطة السيرك لهم وتعقد عروضاً يقدّم فيها الأطفال أداءاتهم وتطور من مهارات مدربي السيرك لتحسين عملهم.

قامت المدرسة في عام 2022م بدراسة بحثية تقصّت فيها أثر أنشطتها على الصحة النفسية والسلامة للأطفال المشاركين فيها. يشارك محمد رباح—المدير التنفيذي للمدرسة—في هذه المدونة النتائج الرئيسية التي كشفت عنها الدراسة ويستعرض الإنجازات التي يفخر بها والرؤية التي يسعى لتحقيقها للمدرسة:

تشكّل الفنون والثقافة أدوات مؤثرة لليافعين الفلسطينيين للتعبير عن أنفسهم بحرية في ظل الاحتلال العسكري والتمييز وتقليص حيّز الحياة المدنية وتقييد مشاركتهم في الحياة العامّة في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

توفّر مدرسة سيرك فلسطين فرصة نوعية وهامّة للأطفال واليافعين والمجتمع فالأطفال الذين نعمل معهم ينشؤون في سياق يعتريه العنف والضغط الشديد في الضفة الغربية ولكن عملنا يحقق اختلافاً فعلياً في قدرة المنتسبين للمدرسة على التعامل مع هذا السياق بل والتميّز بالرغم منه. أنا محظوظ جداً بكوني جزءً من هذا العمل.

أنا فخورٌ للغاية بفريقنا وبأسرة مدرستنا لأننا نقوم بعملنا بطريقة مميزة؛ فنحن نؤمن أن مسيرة التعلم غالباً ما تجتاز في أهميتها المخرج النهائي، كما ونبذل قصارى جهدنا لنحقق قيمنا في عملنا ونسخّر عمليات التعلم العاكس في كل جزء من عملنا لتقييم أثرنا وتقويمه للأفضل دوماً.

قمنا عبر العامين الماضيين بدراسة بحثية لتحديد أثر تدريبات السيرك على سلامة الأطفال واليافعين المشاركين في أنشطتنا الأسبوعية، وقمنا بجمع البيانات من 140 طفلاً ويافعاً وامرأة من خلال الاستبيانات والمجموعات البؤرية.

كشفت الدراسة عن تراجع كبير في شعور المشاركين بالقلق والحزن والتوتر وفي اضطرابات السلوك وفرط النشاط لديهم، حيث انخفضت نسبة شعورهم بالقلق والتوتر من حوالي 50% إلى أقل من 30% عقب مشاركتهم في أنشطة المدرسة، وتقلّصت نسبة اضطرابات السلوك لديهم بواقع اجتاز النصف (من حوالي 40% إلى 20%)، وتراجعت نسبة فرط النشاط لديهم من 55% إلى أقل من 30%. كما كشفت الدراسة عن تحسن كبير في نسبة السلوكيات الاجتماعية الايجابية لديهم مثل اللطف والتشارك والترابط حيث زادت النسبة من 30% إلى ما يزيد عن 65%. وبيّنت الدراسة أن كلاً من الذكور والإناث المنتسبين للمدرسة ومن جميع الفئات العمرية يحققون الفائدة من مشاركتهم في أنشطتها ويفيدون عقب ذلك بفارق ايجابي في سلامتهم النفسية-الاجتماعية.

كشفت الدراسة أيضاً عن تغيّر ملحوظ في آراء أولياء الأمور حيث ارتفعت نسبة المعتقدين منهم بتحسن المهارات الاجتماعية لدى أطفالهم المشاركين في المدرسة من 63% في الاستبيان القبلي إلى 94% في الاستبيان البعدي.

نحن نعتقد أن نموذج ’السيرك الاجتماعي‘ الذي نستخدمه قد يكون مفيداً للآخرين العاملين مع اليافعين المهمشين في سياقات مختلفة، ونأمل ألا تقتصر الدراسة البحثية على مساعدتنا في الاستمرار بتقديم أنشطة ذات جودة عالية هنا في فلسطين ولكن أيضاً أن تسمح لنا بمشاركة تجاربنا وخبراتنا مع آخرين حول العالم.

نحن فخورون بهذه الانجازات ولكننا نتوقع مواجهة مزيد من التحديات في المستقبل حيث نكافح حالياً من أجل تلبية مستوى الطلب المرتفع من قبل الأطفال واليافعين والمجتمعات المحلية على الآثار السحرية التي تقدمها أنشطتنا في مجال السيرك. نحن فريق صغير ومورادنا المالية محدودة ولذلك نبذل قصارى جهدنا من أجل تطوير مهارات جيل جديد من مدربي وفناني السيرك ومن أجل بناء شراكات مع مجتمعات أخرى لتلبية مستوى الطلب الكبير.

نحن ممتنون لجمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) على دعمها وعلى تقديم خبرتها في مجال مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة وتعزيز شمولهم وادماجهم، ونآمل مع هذا الدعم أن نستطيع توفير المزيد من أنشطتنا لأولئك الذين يحتاجون لها.

أنا متحمس جداً بشأن مستقبلنا وخططنا الرامية لتعزيز جودة عملنا وتمكين علاقاتنا مع شركائنا وداعمينا والمجتمعات التي نعمل معها. حلمنا هو أن نساهم في بناء مجتمع فلسطيني شامل وعادل ومتساو وخاضعٍ للمساءلة.

— محمد رباح، المدير التنفيذي لمدرسة سيرك فلسطين

يمكنكم قراءة الدراسة البحثية هنا، ونرجو تكرمكم بدعم المدرسة للاستمرار في عملها المؤثر والهامّ.

Stay updated – join our mailing list

Sign up for our newsletter to receive all the latest updates from our programmes, campaigns and fundraising appeals.

* indicates required
Your Interests