24 February 2023
قتلت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي 11 فلسطينياً—من بينهم طفل وثلاثة مسنّين—خلال هجمتها على مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 22 فبراير/شباط 2023م، كما أُصيب أكثر من 400 فلسطيني خلال الهجمة ومن بينهم 127 طفلاً—حسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني—وتعرض 158 منهم للإصابة بالرصاص الحيّ. وكان من بين الضحايا محمد شعبان، 16 عاماً، وعدنان بعارة، 72 عاماً، وعبدالهادي أشقر، 61 عاماً؛ كما فقد عنان عنّاب حياته على إثر استنشاقه الغاز المسيل للدموع والذي استعمتله القوات الاسرائيلية خلال هجمتها.
يفوق عدد الضحايا في نابلس نظيره في جنين عقب الهجمة الاسرائيلية الأخيرة عليها الشهر الماضي والتي قد كانت أكثر الهجمات الاسرائيلية دموية منذ عام 2005م، وتتزامن الهجمات الاسرائيلية مؤخراً مع تصاعد عنف جيش الاحتلال والمستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية والذي أودى حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 60 فلسطينياً—من بينهم 13 طفلاً—حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي تقييمها للأوضاع مؤخراً تقول أسيل بيضون—مديرة المناصرة والتواصل في جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب): "نحن نواجه مستوى جديداً من العنف وما حدث في نابلس كان كابوساً: أن تجتاح القوات الاسرائيلية مركز المدينة المزدحم وفي وضح النهار وأن تطلق الرصاص الحيّ على عشرات المواطنين. يعيش الفلسطينيون اليوم حالة خوف مستمر أينما كانوا في الضفة الغربية."
تعبّر ماب عن قلقها البالغ إزاء العنف المتصاعد ضد الفلسطينيين—بما فيه الاستخدام الروتيني للقوة المفرطة ضد المدنيين—وإزاء تدهور قدرات القطاع الصحي والذي يفتقد العديد من الموارد الأساسية اللازمة لتمكين وفاءه بالحاجات الصحية للمصابين وسواهم من المرضى.
في هذا السياق أطلقت ماب مؤخراً استجابتها الطارئة للأوضاع في الضفة الغربية والتي تقدّم عبرها الدعم للمستشفيات وطواقم الطوارئ في ظل تعاملهم مع الحاجات الصحية المتزايدة، حيث نُقل 67 جريحاً فلسطينياً في نابلس—منهم 47 أُصيبوا بالرصاص الحيّ—إلى مستشفى رفيديا والذي تزوّده ماب بمعدات الرعاية المنقذة للحياة والمستهلكات الطبية. كما تشمل استجابة ماب تقديم المستلزمات الطبية لجمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية وطواقمها من المستجيبين الأوائل لتمكينهم من رعاية المصابين حتى وصول سيارات الإسعاف.
تؤكد عائشة منصور—مديرة ماب في الضفة الغربية—على أهمية توفير الإمدادات للقطاع الصحي فالـ"خدمات الصحية بحاجة ماسّة للدعم في ظل أعداد المصابين الكبيرة والتي تخلق ضغوطات هائلة على المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها."
وتضيف منصور: "نحن نقدم كل ما بوسعنا للطواقم الطبية العاملة في الخطوط الأولى من أجل تزويدها بالمهارات اللازمة وبالمستلزمات الطبية الضرورية لإنقاذ حياة المصابين مثل الضمادات والمحاليل والحقن."
نرجو تبرعكم الكريم للمساهمة في استجابة ماب لحالة الطوارئ
وخلال هجمتها على نابلس كررت قوات جيش الاحتلال ممارستها في التعرّض للطواقم الطبية حيث عرقلت طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى أماكن المصابين وإجلاءهم، وتفيد الجمعية أن سيارة إسعاف تابعة لها مُنعت في إحدى الحالات من الوصول إلى فتاة تبلغ عامين وتعاني من مشاكل في القلب حيث تعرضت للاختناق بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع إلا أن طواقم الإسعاف اضطرت للوصول لمنزلها هرولةً على الأقدام وتعرضوا خلال ذلك لإطلاق الرصاص الفولاذي المغطى بالمطاط مما أجبرهم على الانتظار لحوالي 40 دقيقة حتى أصبح من الآمن لهم نقل الطفلة إلى سيارة الإسعاف.
يتوجب على المجتمع الدولي—بما فيه حكومة المملكة المتحدة—أخذ اجراءات عاجلة وجادّة من أجل إنهاء العنف ضد الفلسطينيين والهجمات ضد الطواقم الطبية في الضفة الغربية، ووضع حد للإفلات من العقاب على هذه الانتهاكات.
ندعوكم لمراسلة ممثليكم البرلمانيين وحثّهم على مطالبة حكوماتهم بأخذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وضد القطاع الصحي والطواقم الطبية.