سيخدم 35 ألف فلسطيني: ماب تجهّز مركزاً جديداً للرعاية العاجلة في بيتا في الضفة الغربية

بيتا، جنوب نابلس — قامت جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) بتجهيز مركز جديد للرعاية العاجلة لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في بيتا وسط تصاعد عنف قوات الجيش الاسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

تفرض إسرائيل احتلالها وحكمها العسكريين على الفلسطينيين في الضفة الغربية—بما فيها القدس الشرقية—منذ 57 عاماً، وبالتزامن مع هجومها على غزة في أكتوبر الماضي قام جيشها بتكثيف عنفه واقتحاماته لمدن وبلدات الضفة الغربية.

تمارس قوات الجيش الإسرائيلي بشكل ممنهج فصل وتقسيم القرى والمدن الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية وذلك من خلال الإغلاق المتكرر للطرق وإقامة الحواجز؛ فيما يزيد من العراقيل التي يواجهها عشرات الآلاف من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية. يقول محمود برهم—رئيس بلدية بيتا— أن "القوات الإسرائيلية قتلت 18 فلسطينياً في بيتا منذ مايو 2021م ومن المؤسف أن نصفهم ماتوا بسبب التأخير في تلقي الرعاية الطبية اللازمة".

في استجابتها لذلك أخذت ماب بالعمل على تجهيز أربعة مراكز رعاية عاجلة في بيتا وبديا ونعلين وسلواد بالمعدات والأدوية والإمدادات الطبية اللازمة لعلاج الفلسطينيين ممن يحرمهم العنف المستمر وإغلاق الطرق من الوصول إلى مستشفيات قريبة منهم. كما قدمت ماب للكوادر الصحية العاملة في هذه المراكز تدريباً على الرعاية الأولية للصدمات وللمتطوعين المحليين تدريباً على الاسعافات والاستجابة الأولية.

أتمّت ماب في الشهر الماضي تجهيز أول مركز للرعاية العاجلة في بيتا والتي يتعرض سكّانها لهجمات متزايدة من المستوطنين الاسرائيليين ولتوغلات قوات الجيش الاسرائيلي في ظل إغلاق منافذ البلدة مما يمنع سكّانها من الوصول لخدمات الرعاية الصحية. يتزامن ذلك مؤخراً مع ازدياد تدفق الجرحى الفلسطينيين جرّاء اعتداء الجيش والمستوطنين الاسرائيليين عليهم أثناء احتجاجهم على قرار الحكومة الإسرائيلية بإضفاء الشرعية على جفعات ايفياتار وهي بؤرة استيطانية غير قانونية في جبل صبيح.

يهدف المركز الجديد في بيتا إلى توفير خدمات الرعاية العاجلة لما لا يقل عن 35,000 فلسطيني من البلدة والقرى المحيطة بها والتي ترتبط سوياً عبر طريق داخلي يسهّل من وصول سكّان تلك القرى للبلدة حتى أثناء إغلاق الطرق.

أدى عدم وجود مركز طوارئ في البلدة—مع الافتقاد لفرق طبية متخصصة للتعامل مع الإصابات الحرجة—إلى تأخر وصول الرعاية الطبية اللازمة لذوي الحاجة لها، وهو السياق الذي ينطلق فيه مركز الرعاية العاجلة الجديد ليكون عيادةً مفتوحة تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لرعاية المرضى والجرحى وتوفير خدمات التشخيص والعلاج وتقديم عمليات جراحية بسيطة. يتضمن المركز ستة أسرّة للطوارئ، سريرين في وحدة العناية المركزة، وقسماً للأشعة السينية.

يقول د. ضياء أسعد—القائم بأعمال مدير المركز—أنه "من المتوقع أن يواجه المركز بعض التحديات الأولية فيما يتعلق بتعيين الطاقم لأن المجتمع المحلي يفتقد لذوي الخبرة الطبية، وهو ما قد يؤدي لنقص في كادر المركز أثناء الاجتياحات الإسرائيلية للمنطقة وإغلاق الطرق." إلا أن ماب تعمل مع وزارة الصحة الفلسطينية لتعيين كوادر طبية من بيتا والمناطق المحيطة بها لضمان استمرارية الخدمات الطبية في المركز.

سيلعب المركز دوراً هامّاً في ضمان الوصول للرعاية الطبية في شمال الضفة الغربية وفي التعامل مع الاحتياجات الصحية الطارئة في منطقة تواجه عنفاً متصاعداً من الجيش الاسرائيلي والمستوطنين.

نرجو تبرعكم الكريم اليوم للمساهمة في استجابتنا الطارئة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

Stay updated – join our mailing list

Sign up for our newsletter to receive all the latest updates from our programmes, campaigns and fundraising appeals.

* indicates required
Your Interests