10 October 2024
محمد أبو شاويش، مسؤول برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي
من الصعب فهم العام المنصرف في غزة فحرب إسرائيل أسفرت عن مقتل أكثر من 41,000 فلسطيني وإصابة 96,000 آخرين حتى الآن، وهي بذلك الحرب الأكثر عنفاً على غزة منذ عقود. لقد عانى أو شهد جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة أحداثاً صادمة بما فيها الهجمات والغارات الجوية والإصابات وهدم البيوت والنزوح المستمر ومقتل أفراد الأسرة والأصدقاء. لم يخض أحدٌ هذه الأهوال دون أن يمسّه الألم والمعاناة.
بلغت حاجات الصحة النفسية في غزة كنتيجة لهذا الوضع مستويات كبيرة وخاصةً بين الأطفال، ومنذ شروع الجيش الإسرائيلي بهجماته شاعت مشاكل الصحة النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، فيما أشارت دراسة مسحية حديثة استهدفت الأشخاص النازحين إلى ملاجئ جماعية أن 96% من المستجيبين أفادوا بمعاناتهم من البكاء المستمر ونوبات الهلع.
تعمل ماب في هذا الصدد مع وزارة الصحة من أجل الاستجابة لحاجات الصحة النفسية الناجمة ومساندة الأشخاص في وسط غزة ممن يواجهون الفقد والصدمة وذلك عبر تحسين وصولهم لخدمات الصحة النفسية الطارئة وخدمات الدعم النفسي-الاجتماعي.
نقدّم عبر النقاط الطبية التي أقامتها ماب دعماً نفسياً-اجتماعياً واكلينيكياً مستنداً إلى المجتمع للأشخاص ذوي الحاجة ونركز على النماذج المبنية على دعم الأقران ونقوم بتدريب المجتمعات على مساندة بعضها البعض في التعامل مع الضغط والصدمة.
نعزز هذا العمل عبر تدريب طاقمنا ومتطوعينا على الإسعافات الأولية النفسية بما يزودهم بالمهارات اللازمة لتقديم الدعم النفسي الفوري للأشخاص المتأثير، كما نوفر الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة وندمج أنشطة دعم الصحة النفسية في كافة مشاريعنا بما فيها تلك المعنية بمكافحة سوء التغذية والعنف المبني على النوع الاجتماعي.
نقوم أيضاً بتوفير الموارد مثل الأدوية للأشخاص ذوي الحالات النفسية طويلة الأمد والأدوات الترويحية للمعالِجين لمساندة عملهم.
ايناس تينا، مسؤولة برامج وشخص الاتصال للصحة النفسية
تستمر اسرائيل في سياق احتلالها العسكري للضفة الغربية في تعريض كافة مناحي حياة الفلسطينيين هناك للضغط والقلق وذلك عبر دوامها على عرقلة الوصول لخدمات الرعاية الصحية والتهديد بهدم البيوت وأيضاً في ظلّ عنف المستوطنين وانتشار الفقر وتفشّي الصدمة بفعل أحداث العنف والتهجير القسري.
نوفر في ماب مجموعة من خدمات رعاية الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي للفلسطينيين في الضفة الغربية، ويشمل ذلك تقديم الإسعافات الأولية النفسية مع شركائنا المحليين في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في المنطقة "ج" حيث تدير الجمعية عيادات صحية متنقلة تقدم خدماتها للمجتمعات في غور الأردن وجنوب مدينة الخليل حيث تمنع السلطات الإسرائيلية هذه المجتمعات من الحصول على مرافق رعاية صحية دائمة، كما نموّل توفير طبيب نفسي مقيم في مستشفى بيت لحم للطب النفسي، وندرّب طواقم رعاية الصحة النفسية في المؤسسات الشريكة لنا مثل الأنروا وجمعية الإغاثة الطبية.
نقوم أيضاً بتوفير الأدوية وأشكال الدعم الأخرى لوزارة الصحة الفلسطينية، ونسعى لتعزيز الوعي بقضايا الصحة النفسية في مختلف أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة وذلك عبر بودكاست بعنوان "مش ثيرابي".
كما أخذنا في الاستجابة للهجمات العسكرية الإسرائيلية على مخيم طولكرم المتصاعدة منذ عام 2022 والتي تسببت في مقتل الناس وزعزعة أمنهم ودمار المباني والبنى التحتية حيث نعمل مع مركز العودة على تقيدم خدمات الرعاية الصحية النفسية وغيرها من الخدمات لأكثر من 100 طفل من مخيمي طولكرم وعين شمس، كما ساندنا فريقاً من أربعة ممرضين في زياراتهم المنزلية لحوالي 200 مسنّ ومريض في المخيمين.
وفاء دكور، مديرة مكتب لبنان
تعبّر ماب عن قلقها البالغ إزاء المعاناة النفسية الشديدة الواقعة على المجتمعات التي تعمل فيها والناجمة عن تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية على لبنان والتي هجّرت مئات الآلاف من الناس من بيوتهم خلال الأسبوعين الماضيين، بمن فيهم عددٌ متزايدٌ من اللاجئين الفلسطينيين.
نعمل سوياً مع شركائنا المحليين على توفير الدعم النفسي-الاجتماعي وخدمات الرعاية الصحية النفسية للنازحين في ملاجئ أقامتها الأنروا في جنوب وشمال لبنان، حيث تستقبل طواقمنا المهجّرين وتقوم على توجيههم وتنفيذ أنشطة الدعم النفسي-الاجتماعي الجماعية للأطفال وذويهم، بالإضافة إلى توفير الإسعافات الأولية النفسية وخدمات الاستشارة النفسية.
يمكنكم التبرع اليوم لتمكيننا من الاستمرار في تقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية الضرورية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان
صورة: طاقم العيادة الطبية المتنقلة التابع لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والذي تساهم ماب في توفيره لخدمات الرعاية الصحية للمجتمعات في منطقة "ج" من الضفة الغربية