31 October 2024
تتأثر خدمات علاج سرطان الثدي في الضفة الغربية بواقع التقسيم والتجزئة وكثيراً ما يواجه المرضى متاهةً في الحصول على مواعيد تكون متفرقة في عيادات مختلفة. كما أن عراقيل الحركة القائمة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وفي ظل ممارساته لسياسات الأبارتهايد والفصل العنصري تحدّ إلى درجة كبيرة من قدرة الناس على الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية في الوقت المناسب.
تعرّفت شفاء وأريج خلال زيارة مركز الحسين للسرطان على نظام أكثر تنسيقًا بحيث يتلقى المرضى خدمات الرعاية بسلاسة، ولاحظت شفاء قيام المستشفيات الأردنية بتوظيف منسقين لإدارة مواعيد المرضى والاختبارات والعلاجات، وأوضحت: "لقد تعلمنا الكثير من الأشياء التي يمكننا تطبيقها في مستشفى رفيديا. لاحظنا وجود موظفين في كل قسم في المستشفى يقوم كلٌّ منهم بإدارة التنسيق بين المريض والأطباء أو المختصين—فيما يجعل رحلة المريض من التشخيص إلى العلاج أكثر سلاسة—ويستغرقون 10 أيام لتحضير كل ما يحتاجه المريض بما في ذلك الأشعة السينية والمواعيد والجراحة".
أما أريج فقد ركزّت زيارتها على تقنيات التصوير الشعاعي المتقدمة والتي شملت استخدام معدات وضعية الاستلقاء على البطن والتي تُعدُّ أكثر أماناً وراحةً للمرضى حيث تعمل هذه التقنية على توصيل الأشعة إلى السرطان مع الحدِّ من تعرضها للأعضاء والأنسجة المحيطة وخاصة القلب والرئتين. وفي حين أن هذه التكنولوجيا المتقدمة لاتزال غير متاحة في الضفة الغربية إلا أن أريج تخطط لتكييف هذه التقنيات الجديدة قدر الإمكان وبالرغم من التحديات التي تفرضها المعدات القديمة.
رعاية مجزءة وموارد محدودة
يُعدُّ التنقل عبر نظام الرعاية الصحية مهمة شاقة ومجهدة بالنسبة لمرضى سرطان الثدي في الضفة الغربية، فقيود الحركة التي تفرضها إسرائيل ومحدودية الموارد المتخصصة تتسبب في تأخير كل خطوة من رحلة العلاج—من أخذ الخزعة واختبار الهرمونات إلى العمليات الجراحية—بالإضافة إلى أن ندرة المعدات الطبية المتقدمة تعيق لدرجة كبيرة قدرة الطواقم الطبية المحلية على تقديم رعاية فعالة.
توّضح أريج ذلك في ملاحظتها أن "مركز الحسين للسرطان تتعامل مع حوالي 30 حالة يومياً وتديرها بسرعة أما عيادة الثدي في مستشفى رفيديا فتتعامل مع ما يقارب ست حالات فقط وذلك بسبب قدرتنا ومواردنا المحدودة."
عادت شفاء وأريج لنابلس مع الكثير من الإلهام والدافعية لمشاركة معارفهن الجديدة مع زملائهن؛ ولكنهنّ يدركن أن أي تحسين في واقع رعاية مرضى سرطان الثدي في الضفة الغربية يتطلب مزيداً من الدعم والتدريب والوصول للمعدّات المتقدمة، حيث تؤكد شفاء على أن "الزمالة لا تُقدر بثمن ولكننا بحاجة لمزيد من التدريب لمواكبة آخر التطورات الدولية".
تعتزم ماب الاستجابة لهذه التحديات بشكل مباشر حيث ستشمل جهودها القادمة ابتعاث المزيد من الطواقم الطبية عبر زمالات تدريبية دولية، واستقطاب وفود طبية متعددة التخصصات، وتوفير المستلزمات والمعدات المتقدمة، والمحافظة على خطوط شبك الخبراء في المملكة المتحدة مع نظراءهم في الأرض الفلسطينية المحتلة.
يُعدُّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء الفلسطينيات ولذلك تتمسك ماب بدورها في تحسين الرعاية التي تتلقها المريضات المصابات به. ماب بفضل دعمكم قادرةٌ على الاستمرار في تقديم التدريب والمعدات والموارد الضرورية للطواقم الطبية في الضفة الغربية.
نرجو تبرعكم الكريم اليوم للمساهمة في توفير خدمات رعاية سرطان الثدي وتقديمها لذوي الحاجة.