10 October 2024
قضت كلٌّ من أمل زقّوت وترنيم حمّاد ومحمد آغا الكردي، وجمعيهم عاملون في ماب، حياتهم كلها تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، بما فيها 17 سنةً تحت الحصار، وتعرضوا منذ أكتوبر الماضي لهجمات متواصلة من الجيش الإسرائيلي.
يقدّم الفيلم نظرةً خام على الحياة في غزة والتي نادراً ما يتم مشاركتها عبر وسائل الإعلام الرئيسية، حيث يتعرض الفيلم للصدمة الناجمة عن مجزرة مدرسة التابعين ووجع الآباء خلال وداعهم الأخير لأطفالهم في الحضانات في مستشفى ناصر أثناء هجوم الجيش الإسرائيلي عليها وقد كانت إحدى آخر المستشفيات العاملة جزئياً في جنوب غزة.
في حديثه في الفيلم عن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر يقول محمد آغا الكردي ، المسؤول عن برنامج ماب الطبي: "كان الأمر مختلفاً تماماً عندما أدركتُ أن العناية الطبية ستتوقف ولن تُقدَّم للمرضى ذوي الحالات الحرجة من المعتمدين على أجهزة التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة. كانت تلك واحدةً من أصعب اللحظات التي مررت بها طيلة حياتي."
قُتل في سنة واحدة فقط أكثر من 41,000 فلسطيني وأُصيب أكثر من 97,000 آخرين، كما تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى مقتل ما لا يقل عن 986 من أفراد الطواقم الطبية—وهو رقم غير مسبوق في أي صراع خلال السنوات الأخيرة، كما أن الناجين من أفراد الطواقم الطبية قد أصابهم التعب والإرهاق جرّاء العمل المتواصل لـ365 يوماً تحت القصف.
لذلك كان الأمان اعتباراً رئيسياً خلال إنتاج الفيلم والذي تم تصويره قصراً في بيت آمن وقد تم تأخيره مراتٍ عدّة بسبب القصف وأوامر التهجير القسري ونزوح أعضاء طاقم ماب من بيوتهم. كما شكّلت السلامة النفسية للمشاركين اعتباراً هامّاً حيث تم الحديث مع المشاركين بما يراعي اللوائح الأخلاقية المعمول بها في ماب بشأن إجراء المقابلات ومع أخذ الحيطة لتفادي التسبب في إعادة صدمتهم.
يحمل الفيلم، بالإضافة لرواية وقائع الحياة في غزة، رسالةَ أمل عبر توضيح الدور الذي تستمر ماب في لعبه في تقديم الرعاية المنقذة للحياة وبالرغم من المخاطر المحدقة بعملياتها، وهي في ذلك ممتنةٌ لكرم المتبرعين لها والذين بفضلهم استطاعت توزيع مساعدات تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي في مختلف مناطق قطاع غزة؛ في ذات الوقت الذي تواصل فيه فرق الطوارئ الطبية التابعة لها والمؤلفة من أطباء دوليين مؤازرة الطواقم الطبية المحلية في رعاية الجرحى والمصابين.
في مداخلتها عبر الفيلم تقول ترنيم حمّاد، منسقة التواصل والمناصرة في ماب: "نحتاج منكم أن تستمروا في الدفاع عن حريتنا وعن حقوقنا الأساسية. نبض الحياة فينا مرهون بأفعالكم وأصواتكم وإيمانكم بمستقبل عادل؛ ولذلك نرجوا ألا تتخلوا عنا. قفوا معنا."
وفي تعليقه على فيلم قال روهان تالبوت، مدير الحملات والمناصرة في ماب: "يقدّم الفيلم نافذة صغيرة لمعاينة الصدمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني كل يوم، كما يبيّن الشجاعة التي يتحلّى بها طاقم ماب في مواصلتهم تقديم المعونة وصون الحياة بالرغم من المخاطر."
وأضاف: "بينما تشهد غزة مرور سنة على الهجوم العسكري والحصار الإسرائيليين تطالب ماب المجتمع الدولي بأخذ إجراءات جادّة لفرض وقف إطلاق النار والامتثال للقانون الدولي وحماية الفلسطينيين من إبادة جماعية محتملة."
تم انتاج الفيلم بالشراكة مع شركة أجندة آند بام للإعلام (Agenda and Palm Media)، والتي صرّحت مديرتها المشاركة بيكي سلاك بأن "ضمان السلامة الجسدية والنفسية لراوي القصص كان أمراً بالغ الأهمية خلال تصوير الفيلم، كما أخذنا حرصنا الشديد لضمان راحتهم خلال مشاركة تفاصيل ما مرّوا به. نحن نشعر بالخجل أمام شجاعتهم ولا كلمات تكفينا في التعبير عن امتنانا لهم على مشاركاتهم."