7 January 2025
تستمر قوات الجيش الإسرائيلي في قصف ومحاصرة غزة لحوالي 15 شهراً بما جعل القطاع مكاناً شبه غير صالح للسكن، كما أدت القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى نقص حادٍّ في الماء والغذاء وكذلك في المأوى حيث تعرضت حوالي 70% من كافة المباني للضرر أو الدمار بفعل القصف الإسرائيلي. أما حلولُ الشتاء الآن فقد اضطر الناسَ إلى محاولة النجاة بما تبقى لديهم من إمكانيات شحيحة في وجه ظروف متزايدة القسوة.
يشير محمد الخطيب، نائب مدير برامج جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) في غزة، أن "أغلب النازحين في غزة يخوضون معاناة متعددة الأوجه فكافّة احتياجات الحياة الأساسية تقريباً غير متوفرة بما يتسبب في صعوبات يومية أصبحت حلقةً قاسيةً لا يمكن كسرها. هناك نقصٌ في مياه الشرب والغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والرعاية الطبية والمواصلات والدخل والخدمات المقدمة للأطفال... والقائمة تطول."
أجبرت هجمات الجيش الإسرائيلي أكثر من 1.9 مليون شخص، أي حوالي 90% من سكان غزة، إلى النزوح من منازلهم أو فقدانها، حيث تعيشُ الأسر اليوم في خيام أو ملاجئ أخرى مؤقتة بُنيَ العديدُ منها من أي شيء استطاع الناس العثور عليه مثل البطانيات البالية والقماش المشمّع المستصلح وقطع الورق المقوى. استخدم الناس أغلب هذه الملاجئ لعدة أشهر الآن إلا أنهم باتوا بحاجة لاستبدالها للصمود في وجه الشتاء؛ ولكن القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تعني استحالة ذلك في ظل غياب المواد اللازمة للدفئ وتفادي البرد والبَلَل، وهو ما قاد خلال الشتاء الحالي لوفاة ما لا يقل عن سبعة أطفال بسبب الهايبوثيرميا (انخفاض حرارة الجسم) في ظل التفكيك الممنهج لمنظومة الرعاية الصحية في غزة وما تبعه من ارتفاع مهول في معدلات انتشار الأمراض.
يضيف الخطيب أن "الأمر لا يُصدق فالناس بالكاد يستطيعون تحمل الطقس المعتاد بما كنا لديهم من إمكانيات عادية. وعلاوةً على ذلك فإن ظروف الشتاء تزيد من فرص الإصابة بأمراضٍ مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي، كما أن التدمير الشامل للبنية التحتية الأساسية يزيد بشكل كبير من خطر الفيضانات ومفاقمة هشاشة نظام الصرف الصحي والتلوث فيه".
ويتابع الخطيب بتوكيده على أن: "الافتقار إلى الملابس المناسبة والبطانيات ووسائل التدفئة الآمنة يعني أن الأسر ستظل لعدة أشهر تعاني من البرد وعُرضة لخطر الموت فمعظم النازحين قضوا بالفعل فترات طويلة للغاية في الخيام ولم يعد لديهم الوسائل اللازمة للتعامل مع أوضاع تزيد في قسوتها عن الشدة الحالية."
توفر ماب منذ أكتوبر 2023 المعونة الأساسية للفلسطينيين في غزة بما يشمل الأدوية وحقائب النظافة الشخصية وسلّات الغذاء والإمدادات الخاصة بالمأوى، كما قدّمت دعمها للمستشفيات لتمكينها من علاج المرضى، وأقامت نقاطاً طبيةً في مختلف أنحاء غزة لتمكين الناس ذوي الحاجة من الوصول للرعاية الطبية.
نرجو تبرعكم الكريم اليوم للمساهمة في دعم الفلسطينيين في غزة خلال الشتاء