15 January 2025
قامت إسرائيل في حربها على الفلسطينيين في غزة بقتل حوالي 50,000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 109,000 آخرين، وتهجير 1.9 مليون شخص من بيوتهم، وتدمير معظم البنية التحتية في غزة، وتفكيكٍ ممنهجٍ لمنظومة الرعاية الصحية جرَّدَ كل المستشفيات من قدرتها على العمل بكامل طاقتها—بالإضافة إلى قتل 1,060 من أفراد الطواقم الطبية؛ فيما تضمن أعمالاً خَلصَ خبراءُ حقوقيون أمميون وكذلك محكمةُ العدل الدولية إلى أنها قد ترقى إلى مستوى إبادة جماعية.
لازالت حياة الفلسطينيين مهددة بشكل خطير في ظل الأمراض والمجاعة ونقص الوصول للرعاية الصحية الكافية عقب تنفيذ إسرائيل سياسةً ممنهجة في تفكيك منظومة الرعاية الصحية، وهو ما يُوجب ضمانَ الوصول الكامل والآمن وغير المقيد والمستدام لطواقم المعونة والإغاثة—بحيث يستطيعون العمل عبر كافة مناطق غزة وبحيث تُفتح جميع المعابر—كسبيلٍ وحيدٍ وأولوية عاجلة يجب أن يرعاها المجتمع الدولي لتمكين جهود الإغاثة من تلبية كمّ ومدى الحاجات اللازمة.
إن تعليق الأعمال القتالية غير كافٍ البتّة للتعامل مع حجم الدمار والمعاناة الذين أوقعهما الجيش الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ بل إنه يأتي متأخراً جداً وبشكل مأساوي بالنسبة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين تم قتلهم أو إصابتهم أو تجويعهم.
يجب على المجتمع الدولي أن يضمن تطوّر التعليق إلى واقعٍ من وقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم وعدم عودة إسرائيل لقصف وتدمير غزة، وواقعٍ ينتهي فيه الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على غزة.
قالت فكر شلتوت، مديرة ماب في غزة، أنه ولـ"15 شهر عانى الفلسطينيون في غزة من تهديد لوجودهم وبقائهم على يد قوات الجيش الإسرائيلي"، وأكدت أن "المهمة العاجلة في إعادة بناء غزة لا يمكن أن تتم دون وقفِ إطلاق نار دائمٍ وشامل وبما يضمن عودة النازحين بشكل آمن إلى منازلهم وووصلهم إلى الموارد التي يحتاجون لها لإعادة البناء، بالإضافة إلى استعادة صحة وكرامة الفلسطينيين بشكل كامل ووضع حدٍ لعملية محو غزة".
وأضافت شلتوت أنه "يجب على حكومات العالم، بما فيها حكومة المملكة المتحدة، أن تتخذ من الفرصة التي يشكلها الاتفاق سبيلاً للتغيير بما يقود لإنهاء الأعمال الإسرائيلية الوحشية والتعجيل في إعادة إعمار وتنمية البيوت ومنظومة الرعاية الصحية كخطوة أولى في الطريق نحو تحقيق العدالة والحرية للناس في غزة."
قامت ماب منذ أكتوبر 2023 بتقديم أكبر حملة إغاثية في تاريخها حيث وفّرت الأدوية والمستلزمات الأساسية وحقائب النظافة الشخصية والسلّات الغذائية وإمدادات الإيواء وحشد فرق الطوارئ الطبية لدعم الناس في غزة، وذلك بالرغم من مواجهة طاقمها المحلي ولأكثر من 15 شهراً ظروفاً لا يمكن تخيلها ولكن فيما أكد على مستويات عزم والتزام مدهشين منهم. إن ماب على أتمّ الاستعداد لتوسيع نطاق استجابتها بشكل أكبر وتزويد الناس بالمعونة الإغاثية المنقذة لحياتهم حين سماح الظروف الواقعة بذلك وتمكين الوصول لغزة عبر المعابر.
وفي تعقيبه على إعلان التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار قال محمد الخطيب، نائب مدير البرامج في ماب في غزة: "إذا ما كان وقف الأعمال القتالية مؤقتاً فقط فإنني أخشى عودة الأمور لما كانت عليه في السابق. يشبه الأمر طيَّ فصلٍ من المخاوف والمشاكل وفتحَ فصلٍ آخر منها؛ فماذا ينتظر الناس الذين لم يعد لديهم بيوت يرجعون لها؟"
تعيد ماب توكيدها على أنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم والعادل إلا عبر إنهاء الحصانة وتمكين حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وأنه في سبيل ذلك يجب منع أي محاولات إسرائيلية لضمّ أو استيطان أجزاء من قطاع غزة أو مناطقٍ أخرى في الضفة الغربية، كما يجب على المجتمع الدولي الالتزام الآن بالعمل على معالجة الأسباب الجذرية التي تقود منذ فترة طويلة للعوز والعنف في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والحصار والانتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي.
كما تعيد ماب مطالبتها حكومةَ المملكة المتحدة بوقف جميع عمليات بيع الأسلحة لإسرائيلي، بما فيها الأجزاء الخاصة بطائرات اف-35 المقاتلة، والإعراب بشكل واضح عن التزامها بتطبيق بمذكّرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وتوضيح خطتها للوفاء بأمر محكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وفعل ذلك على نحو العجلة.