24 December 2024
واصل الجيش الإسرائيلي حصاره وقصفه لغزة على نحوٍ تسبب في معاناة لا توصف بين السكّان والذين باتوا يُقتَلون كلَّ يوم أو يموتون بفعل نقص الامدادات الأساسية والبسيطة مثل الماء والغذاء والرعاية الطبية ودون أن يكون لهم أي مكانِ لجوءٍ يصبحون فيه آمنين من الإصابة أو القتل بفعل استهدافات الجيش الإسرائيلي. يشعر الفلسطينيون في غزة وفي غيرها من السياقات بأنهم تُركوا وحدَهم وأن المجتمع الدولي قد خذلهم.
ورغم أنّي خاب ظني كثيراً في المجتمع الدولي إلا أنني فخورة للغاية بالأثر الذي حققناه عبر عملنا في ماب، فقد بقينا في غزة بالرغم من التحديات وقدمنا الدعم للناس الذين كانوا بحاجة ماسّة له. أما أنتم، داعمونا، فقد وقفتم معنا لتمكيننا من القيام بذلك وللتعبير عن تضامنكم مع الشعب الفلسطيني.
أنا فخورة بما أنجزناه والذي لم يتمثل فقط في زيادة طاقمنا المحلي ولكن أيضاً في توسيع نطاق وأثر عملنا. من الصعب أن أشمل في هذه الرسالة القصيرة كل العمل المدهش الذي قام به فريقي من طاقم ماب في غزة: توفير النقاط الطبية ومشاريع المياه والتغذية والتعقيم التي نفذناها، ومعونات الإغاثة التي قدمناها، والجهود التي بذلناها لتعزيز خدمات رعاية الصحة النفسية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والفتيات. وصلت مساعدة طاقمنا وشركائنا لمئات الآلاف من الناس في غزة ومكّنتهم من الوصول للرعاية الصحية والمأوى والغذاء والكرامة.
كما أنني فخورةٌ كثيراً بالدعم الذي قدمناه للمستشفيات ولمنظومة الرعاية الصحية في غزة والتي قام الجيش الإسرائيلي بتدميرها بشكل ممنهج. لقد ساهمنا في ترميم مستشفى ناصر ومستشفى الشفاء بعد اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لهما وتفكيك قدرتهما على العمل. وفّرنا أيضاً خدمات رعاية مرضى السرطان في مستشفى غزة الأوروبي واستطعنا—حتى الاجتياح الأخير في شمال غزة—تقديم الدعم لمستشفى كمال عدوان ونقوم الآن بمساعدة مستشفى جمعية أصدقاء المريض في مدينة غزة.
أخيراً، أنا فخورةٌ بعملنا المتمثل في "مستوصف التضامن" وهو مرفق طبي يوفر الرعاية الصحية المتخصصة عبر تقديم خدمات العلاج الطبي والصحة النفسية ورعاية الجروح والتوليد لأكثر من 300 مريض في اليوم الواحد.
بقيَ طاقمُنا ورغم كل شيء مرَّ به خلال أكثر من عام الآن ملتزماً بسعيه لتلبية حاجات مجتمعاتهم، وذلك بالرغم أيضاً من فقدهم بيوتَهم وعدداً لم يُحصى من أصدقاءهم وذويهم بالإضافة إلى تعرضهم طيلة العام الماضي لأهوال الحرب وصعوبات الحصول على الطعام. أقلُّ ما يُقال في جهودهم أنها رائعة.
كان دعمكم أساسياً لنا في كل هذا العمل، وأودُّ التوجه بالشكر الجزيل لجميع داعمي ماب عبر الـ14 شهراً الماضية. لقد كان وقتاً عصيباً ولم تكن ماب لتستطيع القيام بذلك العمل دون دعمكم.
أرجو حال استطعتم أن تساهموا في عمل ماب عبر التبرع لها لمساعدة الطاقم على مواصلة عملهم في صون الحياة ولدعم الفلسطينيين و لإعادة بناء الرعاية الصحية بعد وقف إطلاق النار في غزة.
أتمنى لكم ولذويكم عطلة رأس سنة سعيدة وعيد ميلاد مجيد لكل المحتفلين.
فكر شلتوت،
مديرة ماب في غزة
صورة: مستوصف التضامن التابع لماب في دير البلح، غزة