25 February 2025
تمثّل حملة التهجير هذه أكبر موجة نزوح قسري في الضفة الغربية منذ بدء الاحتلال العسكري الإسرائيلي في عام 1967، ويتكشّف ذلك في سياق التصعيدات الخطيرة في الممارسات الإسرائيلية المرتكزة على استعمال العنف والوسائل القسرية وفرض الأمر الواقع في الضفة الغربية.
كما كثّف الجيش الإسرائيلي من العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ التوصل إلى اتفاق وقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار في غزة، حيث شنّت قوات الجيش هجمات مدمرة في المدن الشمالية من الضفة الغربية: جنين وطولكرم وطوباس، والتي أسفرت عن إصابة العشرات ومقتل ما لا يقل عن 51 فلسطينياً، من بينهم سبعة أطفال. واستخدم الجيش الإسرائيلي القوة المفرط وغير القانونية—بما في ذلك الغارات الجوية والجرافات المدرعة والأسلحة المتطورة—في تدمير البنية التحتية الحيوية ومبانٍ بأكملها؛ بالإضافة لإجبار عشرات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وقالت آسيل بيضون، مديرة أولى للحملات والمناصرة في مكتب ماب بالضفة الغربية، أن السلطات الإسرائيلية
قامت بتهجير ]سكّان[ ثلاث مخيمات للاجئين من خلال العنف والإكراه، كما تقول ]السلطات[ الآن بأنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم لمدة عام على الأقل، وهو ما يُمثّل انتهاكاً صارخاً آخَراً للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين لما قد ينطوي عليه من ترحيل قسري.
وأضافت بيضون أن الفلسطينيين يعيشون نكبة مستمرة وأوضحت أنه:
يتم اقتلاعهم مراراً وتكراراً ولا يعرفون ما إذا كان سيُسمح لهم بالعودة؛ إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن العديد من قادة العالم يخاطرون بكونهم حلفاءَ للأعمال الوحشية في الضفة الغربية—مثلما كانوا خلال 15 شهراً من الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.
تتسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية في وضع إنساني خطير؛ فقد لحقت أضراراً بالغة بأكثر من 3.3كم من شبكات الصرف الصحي و 21.4كم من خطوط أنابيب المياه في جنين وحدها وهو ما أدى لحرمان الآلاف من سبل الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، كما أدى لزيادة خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المخاطر المحيطة بالصحة العامة.
تطالب ماب المجتمع الدولي بالتحرك فوراً لوقف العنف العسكري الإسرائيلي وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين؛ وضمان حماية المدنيين؛ ومحاسبة إسرائيل بشأن واجباتها المنوطة بكونها القوة القائمة بالاحتلال والمنصوص عليها بموجب القانون الدولي. يجب بناءً على ذلك أن تعلّق الدول، بما فيها المملكة المتحدة، كافّة عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل واتخاذ التدابير العاجلة لوضع حدٍ للاحتلال الإسرائيلي غير القانوني ومشروع الاستيطان وسياسات التقسيم والفصل العنصري.
تستمر ماب في توسيع نطاق استجابتها الطارئة في الضفة الغربية بما في ذلك عبر توفير الإمدادات الطبية الطارئة للمستشفيات في الشمال وتقديم السلّات الغذائية للأسر النازحة.
ندعوكم لمراسلة ممثليكم البرلمانيين ومطالبتهم بالتضامن مع الفلسطينيين في وجه تهديدات ترمب والهجمات العسكرية الإسرائيلية