22 March 2025
يقع مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في جنوب مدينة غزة وهو المستشفى الوحيد في قطاع غزة المتخصص في علاج مرضى السرطان والمجهّز لعلاج ما يصل لـ30,000 مريض سنويًا. قام سلاح الجو الإسرائيلي في 30 أكتوبر 2023 باستهداف الطابق الثالث من المستشفى وأُجبر المستشفى بعد أيام من ذلك على إيقاف خدماته بسبب نقص نقص في ظل إغلاق إسرائيل لمعابر غزة ومنع دخول الوقود؛ وهو ما عرّض حياة 70 مريضًا للخطر وأدى لوفاة أربعة منهم بسبب عدم تلقي الرعاية الطبية. أما في 21 مارس 2025 فقد دمر سلاح الجو الإسرائيلي المستشفى بالكامل عبر غارة جوية أخرى.
شنّت القوات الإسرائيلية منذ أكتوبر2023 هجمات ممنهجة على البنية التحتية للرعاية الصحية الفلسطينية، بما فيها المستشفيات، وتسببت بشلّ الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، وهو ما خلصت إليه لجنة التحقيق الأممية حيث أشارت في تقريرها إلى أن إسرائيل اتبعت سياسة متعمّدة في تفكيك نظام الرعاية الصحية في غزة كجزءٍ من نطاق حملتها العسكرية الأوسع التي تخللها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فيها الإبادة. كما خلصت اللجنة في مارس 2025 إلى أن السلطات الإسرائيلية وعبر التدمير الممنهج لمرافق الصحة الجنسية والإنجابية—بما فيها مستشفيات الولادة وعيادات التلقيح الصناعي الرئيسية—دمرت جزئياً القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة بما في ذلك عبر فرض تدابير تهدف إلى منع الولادة وهو ما يُعدّ إحدى سبل الإبادة الجماعية المنصوص عليها في نظام روما الأساسي واتفاقية الإبادة الجماعية.
وبذلك أصبحت غزة خالية من أي مستشفى قادرة على العمل بكامل طاقتها، مع وجود 22 مستشفى من أصل 36 قادرة على العمل بشكل جزئي لخدمة نحو 2 مليون فلسطيني يتعرضون مراراً وتكراراً للقصف العشوائي. كما أن معظم هذه المستشفيات تعرضت للهجوم ولازالت تعاني من نقصٍ في الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية.
قُتل حوالي 600 فلسطيني، من بينهم أكثر من 200 طفل و110 امرأة، منذ أن خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في ذات الوقت الذي أصبحت فيه المستشفيات تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً في 2 مارس 2025 منعت عبره دخول أي مواد غذائية أو أدوية أو وقود أو مساعدات إنسانية.
وفي تعقيبها على تدمير مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني قالت فكر شالتوت، مديرة ماب في غزة، أن: "تدمير المستشفى هو حكمٌ بالإعدام على الفلسطينيين، خاصةً مرضى السرطان في غزة، وذلك باعتبار الدمار الذي لحق بمنظومة الرعاية الصحية؛ حيث لم يتبقَّ للفلسطينيين في غزة أي مكان يلجؤون إليه ]لتلقي الرعاية الصحية[ وبما ترك المرضى من ذوي الحاجة لرعاية منقذة لحياتهم رهينة لمعاناتهم، وكذلك الآلاف من الجرحى الذي أُصيبوا في هجماتٍ استمرت دون هوادة. ما يتضح من كل ذلك هو أن الهجوم هو على الحق في الرعاية الصحية وأنه يجب على العالم ألا يستمر في صمته."
أما روهان تالبوت، مدير الحملات والمناصرة في ماب، فقال أن: "الهجمات المتعمدة على المستشفيات هي جرائم حرب وتدمير مستشفى السرطان الوحيد في غزة هو الهجوم الأحدث في سلسلة الهجمات الإسرائيلية الممنهجة على الرعاية الصحية والتي تجعل الحياة مستحيلة للفلسطينيين." وأكد تالبوت أنه يجب التحقيق في كافة هذه الهجمات ومحاسبة جميع المضطلعين فيها، وأضاف: "لا يمكن تجاهل الأدلة المشيرة للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمستمرة للقانون الدولي في غزة، ويجب على حكومة المملكة المتحدة ألا تواصل دعم هذه الفظائع."
لا يزال أفراد طاقم ماب في غزة ملتزمين بتقديم العون الطبي المنقذ لحياة المحتاجين له وذلك بكل ما تبقّى لهم من وسائل ممكنة وعبر عملهم مع شركاء ماب المحليين والدوليين. كما تواصل ماب تشغيل نقاطها الطبية البالغ عددها 10 في في جميع أنحاء غزة من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية للفلسطينيين.