28 March 2025
كان القصف العسكري الإسرائيلي قد دمّر منزل أسامة والذي على إثره لجئ مع عائلته لخيمة بجانب الأنقاض عندما وقع الهجوم. يمثل هذا الهجوم دليلاً جديداً على القصف العشوائي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية ضد الأسر الفلسطينية والعاملين في مجال الرعاية الصحية والناس الذين يحاولون النجاة وسط إبادة جماعية خلص إلى استحسان استنتاجها خبراءٌ حقوقيون أمميون وكذلك محكمة العدل الدولية.
في حديثه عن مقتل زميله أسامه قال المسعف أحمد الترهوني:
اتصلتُ به الليلة الماضية لأطمئن عليه فالوضع كان صعباً للغاية في بيت لاهيا والقصف كان في كل مكان؛ فقال لي أسامة أنه قَلقٌ لأن معظم الناس فَرُّوا من المنطقة تاركين وراءهم عائلات قليلة فقط. حَثثتُهُ على توخي الحذر والمغادرة لكنه أجاب: "إلى أين سأذهب؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ سأبقى هنا، وكل ما هو مقدر أن يحدث سيحدث." صُدمتُ هذا الصباح بخبر مقتله فقد كان أسامة طيّب القلب وكثيراً ما تحدث عن حلمه بالعيش في مكان آمنٍ وخالٍ من كل هذا القصف. كان يتوق إلى الاستقرار مع عائلته وبناء مزرعة صغيرة على أرضه وزراعة الخضروات والعمل في الطبيعة. لقد كانت أمنيته الوحيدة هي العيش في سلام واستقرار.
أما فكر شلتوت—مديرة مكتب ماب في غزة—فقالت أن:
مقتل أسامة وعائلته في غزة هو عمل شنيع آخر ارتكبه الجيش الإسرائيلي. يكرّس المسعفون والعاملون في مجال الرعاية الصحية حياتهم لإنقاذ الآخرين ومع ذلك فإن الجيش الإسرائيلي يودي بحياتهم في محاولةٍ لتفكيك وتدمير منظومة الرعاية الصحية في غزة. كم عدد الأطباء والممرضين والمسعفين الذين يجب قتلهم قبل أن يتحرك العالم؟
جددت إسرائيل قصفها على غزة في 18 مارس وأسفر ذلك حتى الآن عن قتل ما لا يقل عن 855 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1,860 آخرين وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وهو ما رفع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 50,200 وزاد عدد المصابين لـ113,910 منذ أكتوبر 2023، وذلك بالإضافة لعشرات الآلاف ممن يُعتقدُ مقتلهم ومكوثهم تحت الأنقاض. كما أن هذه الحصيلة تشمل ما لا يقل عن 1,060 عاملاً في مجال الرعاية الصحية.
تطالب ماب المجتمع الدولي—بما في ذلك حكومة المملكة المتحدة—بالتحرك الآن لفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإنهاء جميع عمليات بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وتفعيل كاملٍ لأدوات المساءلة بشأن انتهاكات القانون الدولي الإنساني. كما تؤكد ماب أنه من واجب المملكة المتحدة ألا تكون حليفةً للفظائع التي ترتكبها إسرائيل، كما تؤكد على وجوب محاسبة المسؤولين عن استهداف المسعفين والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية حيث لا يمكن السماح باستمرار انتهاكاتهم دون عقاب.
الصورة: أسامة البالي، مسعف كان يعمل في عيادة التضامن التابعة لماب. (المصدر: Palm Media).