يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة العديد من التحديات التي تحول دون تمتعهم بسلامتهم وبحقوقهم في الأرض الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كما أن نقص الوصول لخدمات الصحة والتعليم وسبل المعيشة والخدمات الاجتماعية يفاقم من هذه التحديات ويجعل من إعاقتهم سبباً في ونتيجةً للفقر.
تكاد تغيب في هذا السياق الجهود الرامية للحدِّ من الوصمة والتمييز وانتهاك حقوق الانسان خاصةً بالنسبة للنساء ذوات الإعاقة، ويؤدي هذا الغياب إلى انتشار العزلة والتهميش الاجتماعيين خاصةً في مخيمات اللاجئين والتي تفتقر للكثير من التكيفات الضرورية والبنى التحتية العامة المتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة، وبالرغم من حجم هذه التحديات إلا أن خدمات إعادة التأهيل التخصصية والمتوفرة للأطفال والبالغين لازالت محدودة العدد—بما في ذلك بسبب غياب عام في الوعي بحقوق الأطفال والبالغين ذوي الإعاقة وبسبب إهمال احتياجاتهم في جهود الاستجابة لحالات الطوارئ. تجدر الإشارة أيضاً إلى ازدياد حدّة هذه المعاناة بفعل جائحة كورونا وما صاحبها من إغلاقات.
تتبع ماب النهج الاجتماعي والقائم على حقوق الإنسان في تعاملها مع الإعاقة، بجانب تقديم الرعاية الطبية، وتركز على إزالة العراقيل التي تمنع ذوي الإعاقة من المشاركة في مجتمعاتهم. تقدم ماب دعمها في مجال إعادة التأهيل وتسعى لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تغيير النظرة العامة لحالاتهم ولاجتياز العراقيل التي يواجهونها في مجتمعاتهم.
لا يستطيع الفلسطينيون ذوو الإعاقة الحصول على خدمات الإعاقة الحكومية في لبنان، وتبلغ نسبة الأطفال الفلسطينيين من ذوي الإعاقة غير الملتحقين بالتعليم 29% هناك.
تقدم ماب دعمها لمركز علاج طبيعي ولوحدات التدخل المبكر التابعة لبرنامج مجتمع صور للإعاقة ومنظمة صحة النساء الفلسطينيات بهدف توفير خدمات إعادة التأهيل البدني والتوعية للأطفال من ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية ممن يعيشون في مخيمات اللاجئين. يقدم المركز خدماته العلاجية لليافعين والبالغين والمسنّين من ذوي الإعاقة الجسدية كما ويعمل على تمكينهم وتمكين أسرهم من أجل تحقيق تغيير ثقافي ومجتمعي في السلوكيات تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.
بدأت ماب منذ عام 2019م شراكةً مع مدرسة سيرك فلسطين في الضفة الغربية والتي تستعمل مهارات السيرك لتعزيز وتنمية المشاركة والادماج الاجتماعيين للأطفال الفلسطينيين من ذوي صعوبات التعلم. أَنشأت المدرسة نوادِ سرك حول الضفة الغربية يكتسب اليافعون من خلال المشاركة فيها مهارات وقيم متعلقة بالإبداع والعمل التعاوني وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين، كما توفر المدرسة دعمها للأشخاص من ذوي الإعاقة ولغيرهم عبر نهج تكاملي يرمي إلى تغيير الممارسات والسلوكيات والنظرة العامة تجاه الإعاقة.
تعمل ماب بالشراكة مع جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي في مخيم النصيرات بقطاع غزة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ولمناصرة حقوقهم، حيث تقدم ماب دعمها لأنشطة إعادة التأهيل المجتمعي في وسط قطاع غزة بهدف تفعيل المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في مجتمع شامل ومتاح لهم. تتضمن أنشطة المشروع تدريبات في مجال مهارات العمل والإذاعة والإعلام والمسرح بالإضافة للدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ولأسرهم، كما يتم دعمهم لإدارة مشاريع مدرّة للدخل من أجل تعزيز استقلالهم المادي.
تعمل ماب بالشراكة مع المنتدى الاجتماعي التنموي لدعم الجهود المحلية في مناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتركز على تعزيز المساهمات والمشاركات التي يبذلها الأشخاص ذوو الإعاقة في مناصرة حقوقهم وخاصة عبر ممارستهم للإبداع في استخدام الأدوات الرقمية بهدف صنع تغيير حقيقي في مجتمعاتهم.