10 October 2022
جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) تدين بشدة الإعتداءات الأخيرة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية والمستوطنون بحق المهام الطبية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وتطالب المجتمع الدولي—بما فيه حكومة المملكة المتحدة—بأخذ إجراءات عاجلة لوقف كافّة الإنتهاكات ضد قطاع الصحة الفلسطيني.
في 2 أكتوبر، اعتدت القوات الإسرائيلية على مسعفين يعملان مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، وصرّحت الجمعية بأن المسعفين تعرضا "لإشهار السلاح في وجهيهما وللضرب بالأيدي والأرجل وبالبندقية على رأس أحدهما"، كما ألحقت القوات الإسرائيلية الضرر بسيارة اسعاف تابعة للجمعية.
وفي إعتداء آخر، في 5 أكتوبر، أغلقت القوات الإسرائيلية مداخل المستودعات المركزية لوزارة الصحة الفلسطينية في قرية سالم في شرقي نابلس، ومنعت الموظفين من الدخول أو الخروج وأطلقت قنابل الصوت داخل ساحات المستودعات.
تقول عائشة منصور—مديرة ماب في الضفة الغربية: "لقد اعتدنا للأسف على مثل هذه الهجمات إلا أن وتيرة تكرارها ووحشيتها مثيرة للقلق البالغ"، وتؤكد على أن المهام الطبية الفلسطينية لن تكون في أمان أثناء قيامها بعملها حتى يتم التعامل مع هذه الهجمات على نحو جاد يتضمن إجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة القائمين عليها.
سجلت جمعية الهلال الأحمر 383 حالة إعتداء على طواقمها الطبية في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال عام 2022م؛ منها 19 حالة أدت إلى عرقلة استجابة سيارات الاسعاف لحالات الطوارئ، و331 حالة مُنع فيها المسعفون من الوصول إلى أماكن الإغاثة، و14 حالة تعرضت فيها طواقم ومتطوعو الجمعية لهجمات مباشرة.
تتوالى هذه الإعتداءات على المهام الطبية في سياق تُصعّد فيه القوات الإسرائيلية من اقتحاماتها وتوغلاتها العسكرية، بما يجعل العام الحالي الأسوأ بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتسجيل الضحايا في عام 2005م.
في هذا السياق تشير بي بي سي إلى أن التصعيد الإسرائيلي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني—خاصة في مدينتي جنين ونابلس، ويشير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن القوات الإسرائيلية أصابت 7,636 فلسطيني—من بينهم 747 طفلاً. كما بلغ عدد إصابات الفلسطينيين بالذخيرة الحيّة 128 حالة في آغسطس 2022م، وهو أكبر عدد سُجّل منذ ديسمبر 2015م—بإستثناء شهري ديسمبر م2017 ومايو 2021م الذين تخللتهما مظاهرات واسعة النطاق.
كما شهد العام الجاري زيادة بنسبة 34% في المعدلات الشهرية التي تسبب فيها عنف المستوطنين بإصابات بين الفلسطينيين أو بضرر لممتلكاتهم، مقارنة بالعام الماضي، وترتفع النسبة لـ83% حال مقارنتها مع معدلات عام 2020م.
تستجيب ماب لتصاعد العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية عبر دعم طب الطوارئ والصدمات في المستشفيات. في مارس 2022م قدمت ماب سيارة اسعاف جديدة لجمعية الهلال الأحمر بهدف دعم طواقهما الطبية وعملهم بالغ الضرورة، كما وستقدم سيارة اسعاف أخرى للجمعية لاحقاً هذا العام. في عام 2021م، أمدّت ماب المستشفيات والمستجيبين الأوائل من جمعية الهلال الأحمر وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في القدس الشرقية بمستلزمات طبية أساسية لعلاج الجرحى.
ينصُّ القانون الدولي الإنساني على حماية المهام والمرافق الطبية لتأدية عملها في حماية الإنسان ويحرّم الإعتداء عليها، وهو الإطار الذي تطالب فيه ماب المجتمع الدولي—بما فيه حكومة المملكة المتحدة—بمطالبة إسرائيل بوقف الإعتداء على المهام الطبية وبوقف استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.
تطالب ماب جميع الدول بتعزيز حماية الطواقم والمرافق الطبية في الأرض الفلسطينية المحتلة عبر الإلتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2286 (2016) وعبر دعم تحقيقات جادّة في الإنتهاكات وإعمال المحاسبة بحق مرتكبيها؛ بما في ذلك عبر دعم عمل لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل.
شاركوا في تعهد حملتنا للتعبير عن دعمكم وإيمانكم بحق الطواقم الطبية الفلسطينية في العمل دون التعرض للإعتداء.