16 September 2022
تتذكر جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ضحايا المجزرة في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان وتقف تضامناً مع الناجين في مسعاهم للعدالة
في 16-18 سبتمبر 1982م قامت ميليشات الكتائب اللبنانية بقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين العُزَّل وغيرهم من المدنيين في مخيم صبرا وشاتيلا، ولم يتدخل الجيش الإسرائيلي—الذي كان قد اجتاح لبنان سابقاً من ذات العام وقام بمحاصرة المخيم—بالرغم من إدراكه الكامل لما حصل داخل المخيم؛ بل قام بإنارة المخيم ليلاً عبر إطلاق القنابل الضوئية في السماء من طائرات المروحية والمدافع.
مرَّ أربعون عاماً على المجزرة دون أن يُقدَّم للعدالة أيُّ من مرتكبيها بينما يستمر الناجون منها في معاناتهم النفسية جرّاء ما عايشوه خلالها.
كانت د. سوي تشاي آنج حينها تعمل في المستشفى داخل المخيم وبذلت كامل جهدها في رعاية المصابين وحماية المرضى أثناء المجزرة. حين عودتها إلى لندن، عملت د. آنج مع عدد من العاملين في المجالين الطبي والإنساني على تأسيس ماب بهدف إرسال الأطباء والممرضين للعمل في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي الخطوط الأولى لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمتأثرين بالحرب الأهلية المدمرة في لبنان. تستمر ماب اليوم في عملها الهام مع المؤسسات الشريكة لها داخل مخيم شاتيلا حيث تقدم دعمها لتعزيز صحة وكرامة الناجين من المجزرة وذويهم ومن لجؤوا إلى المخيم عبر السنين.
تقول د. آنج: "مرّ أربعون عاماً منذ المجزرة في صبرا وشاتيلا إلا أن الذكريات الأليمة مستمرة مع الأجيال العديدة المتعاقبة. سيرغب البعض في دفن هذه الأحداث وبعض آخر ببساطة سينسى؛ ولكن أنا أريد تذكر الفلسطينيين الذين علموني دروساً خالدة عن العدالة والنضال. سأستمر في تكريم ذكراهم."
وتخاطب د. آنج الناجين من المجزرة: "نريدكم أن تعلموا أننا لن ننساكم أبداً ولن ننسى ذويكم. نحن نحفظ في قلوبنا ذاكرة أرضكم وأشجار زيتونكم وبساتين برتقالكم ومفاتيح بيوتكم في فلسطين التي تحتفظون بها."
في وقتٍ نقترب فيه من الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة—التي هُجِّر فيها ما لا يقل عن 750,000 فلسطيني على أيدي الميليشيات خلال تأسيس دولة إسرائيل—لازال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون حالة دائمة من النفي والمعاناة الإنسانية.
يتسبب التهميش والتمييز ضد الفلسطينيين في حرمانهم من الصحة والتعليم والتوظيف والحماية الإجتماعية بما يدعهم للأبد معتمدين على دعم وكالة الأنروا، وهي التي بسبب عجزها المالي المزمن—وفي ظل الأزمة الإقتصادية في لبنان—تعجز عن تلبية حاجات الفلسطينيين الصحية والإنسانية المتزايدة، خاصة النساء والأطفال.
ويضيف د. علي دكور—مدير ماب في لبنان: "نستلهم من عزم الضحايا والناجين في هذه الذكرى المهمة لمن قُتلوا بوحشية في مخيم شاتيلا. لازال اللاجئون الفلسطينيون يعانون من ظلم النفي عن بيوتهم لعقود وهم من بين الأكثر تتضرراً بالإنهيار الإقتصادي في لبنان. لذلك نتعهد بإستمرار جهودنا المشتركة من أجل تحقيق مستقبل أفضل ينعم فيه كافة الفلسطينيين بحقوقهم الكاملة في الصحة والكرامة."
تعهدوا معنا بدعمكم وإيمانكم بحق كل الفلسطينيين في الحياة دون احتلال أو حصار أو نفي قسري