فكّ الإغلاق عن نابلس فوراً! تطالب ماب بإنهاء فوري للقيود على حركة الطواقم الطبية والمرضى

تطالب جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) بفكّ الإغلاق الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة وتطالب بإنهاء القيود على حركة الطواقم الطبية والمرضى والتي تقوّض من حق الفلسطينيين في الوصول للرعاية الصحية.

يفرض الجيش الإسرائيلي إغلاقاً على مدينة نابلس وقراها المحيطة منذ 11 أكتوبر 2022م عبر نقاط تفتيش دائمة وبوابات حديدية وسواتر ترابية، ويقيّد الإغلاق قدرة حوالي 200,000 فلسطيني على الحركة من وإلى مناطق نابلس في سعي الجيش الإسرائيلي لمواجهة والضغط على مجموعة فلسطينية مسلحة هناك متهمة باستهداف المستوطنين والقوات الاسرائيلية.

تعتبر نابلس المركز الطبي في شمال الضفة الغربية ويتسبب الإغلاق في تأخير أو منع وصول المرضى لخدمات الصحة والرعاية الطبية الأساسية وتغيبهم عن مواعيد علاجهم، كما يتسبب في تأخير أو منع وصول الطواقم الطبية لأماكن عملهم.

يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إلى أن 41 مرفق رعاية صحية أولية—من أصل 47—في نابلس تأثر بشكل كبير بسبب تكرار عدم قدرة الموظفين على الوصول لأماكن عملهم.

ويشير أحمد الأسود إلى آثار هذه القيود في ظل عمله كرئيس الممرضين في قسم الحروق—الذي تدعمه ماب—في مستشفى رفيديا:"يأتي نصف طاقمنا من خارج نابلس وهو ما يعني حاجتهم لعبور حاجز أو اثنين من أجل الوصول للمستشفى، واضطر بعضهم للتغيّب عن العمل أو التأخر في الوصول له والتبكير في مغادرته من أجل الوصول الى بيوتهم والوفاء بواجباتهم الأسرية وارجاع أطفالهم من الحضانات قبل تأخر الوقت."

ويتابع: "أما أعضاء طاقمنا القادمين من نابلس فواجهوا المزيد من الضغط لأنه توجب عليهم تعويض غياب زملاءهم الذين لم يستطيعوا القدوم إلى العمل أو إكمال دوامهم. كان لدينا موعد مع ماب لاستلام لوازم طبية أساسية ولكن اضطررنا لتأجيل ذلك."

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فإن الطواقم الطبية تفيد بانخفاض تبلغ نسبته 20% في أعداد المرضى القادرين على الوصول لمرافق الرعاية الصحية لغسيل الكلى أو تلقي العلاج الكيميائي أو غيرها من خدمات الرعاية الصحية المجدولة. ويضيف أحمد الأسود أن "بعض المرضى واجهوا طرقاً مغلقة ولم يتمكنوا من الوصول للمستشفى بينما اعترى آخرين خوف من اجتياح إسرائيلي عسكري يؤدي لإغلاق كل شيء؛ ولذلك تم تعطيل وإعادة جدولة مواعيد المرضى لتلقي علاجهم."

كما تتضطر في هذا السياق بعض النساء الحوامل للوضع في البيت لتفادي عبور الحواجز الإسرائيلية بينما تضطر أخريات للوضع في مرافق رعاية صحية أولية غير مجهزة للتعامل مع هذه الحالات.

ولا تقل آثار الإغلاق سوءً بالنسبة للنساء المترددات على خدمات قسم رعاية الثدي في مستشفى رفيديا—والذي افتتحته ماب مؤخراً—حيث تشير الممرضة شفا إلى أن "إغلاق الطرقات ووضع الحواجز العسكرية على مداخل مدينة نابلس أديّا إلى منع وصول السيدات من المحافظات والقرى المجاورة للمدينة من تلقي الخدمات الصحية في قسم رعاية الثدي، وهو ما دفع السيدات للجوء لتلقي الخدمات في المراكز الخاصة خارج محافظة نابلس وبالتالي تكبدهن عناءً نفسياً وجسدياً ومالياً. التأخر في أخذ الخزعة أو الكشف عن المرض قد يؤدي لزيادة المضاعفات وتأخير وقت وعملية الشفاء."

إنتهاكات مستمرة ضد الطواقم الطبية

تكرر القوات الإسرائيلية انتهاكاتها ضد الطواقم الطبية الفلسطينية في نابلس وتؤخر من وصول سيارات الإسعاف عبر الحواجز العسكرية بما يهدد حياة المرضى أثناء نقلهم، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن خمس انتهاكات بحق الطواقم والمرافق الطبية خلال شهر اكتوبر تخللها اعتداء القوات الاسرائيلية على مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومهاجمة سيارات الاسعاف واعتقال افراد من الطواقم الطبية.

في 25 اكتوبر، عقب مداهمة قتلت فيها القوات الاسرائيلية خمس فلسطينيين في نابلس أفادت جمعية الهلال الأحمر أن طواقهما مُنعت من الوصول لمكان المداهمة لاسعاف المصابين وتعرضت لاطلاق النار من قبل القوات الاسرائيلية دون أن يسفر الاعتداء عن أي إصابات أو أضرار.

ويؤكد أحمد جبريل—مدير الاسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الاحمر في نابلس—أن هذه الانتهاكات امتداد لما يواجهه جميع الفلسطينيين حيث: "تتعرض الطواقم الطبية كجميع الفلسطينيين لهجمات القوات الاسرائيلية"، ويضيف أن الطواقم الطبية "تتعرض لخطر حقيقي اليوم جرّاء هجمات المستوطنين عليها في ظل الحماية التي توفرها لهم القوات الاسرائيلية."

ماب تعزز من استجابتها

يشكل عنف المستوطنين والجيش الاسرائيلي تهديداً ثنائياً يضاعف من أثره النفسي على الفلسطينيين في نابلس صوتُ الطائرات المسيّرة والخوف من عملية اسرائيلية عسكرية موسعة، وهو الوضع الذي يشير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الى أثره الخاص على أطفال المدارس والذين يعبّرون عن تعرضهم لحالة قلق وذعر ومشاعر الإحباط واليأس والتشاؤم.

في فرضها الاغلاق وتصعيدها عنفها ضد الفلسطينيين دون المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية فإن إسرائيل توضح سياساتها وممارساتها في التمييز والتقسيم الممنهجين للفلسطينيين—اجتماعياً وجغرافياً وصحياً—بما يقوّض من تمتعهم بحقوقهم في الصحة والكرامة.

ماب مستمرة في استجابتها للاحتياجات الصحية الملحّة والمتعاقبة على هذا الوضع المزري في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما تستمر في دعمها للمستشفيات وللمستجيبين الأوائل للتعامل مع ازدياد الأعباء وارتفاع عدد حالات المصابين بالصدمات خلال الأوضاع الطارئة.

قدمت ماب في مارس سيارة اسعاف جديدة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني للمساهمة في تعزيز عمل طواقم الاسعاف لديها وستقدم لها سيارة اسعاف أخرى لاحقاً هذا العام، كما تخطط ماب لتقديم تدريب على التعامل مع حالات الصدمة للطواقم الطبية العاملة في مستشفيات وزارة الصحة الفلسطينية وللفرق الطبية العاملة على تقديم خدمات رعاية ما قبل الوصول للمستشفى.

تطالب ماب المجتمع الدولي—بما فيه حكومة المملكة المتحدة—بأخذ اجراءات فورية وعاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين والطواقم الطبية في الضفة الغربية بما في ذلك من خلال محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات والتي ترقى لإنتهاكات جسيمة للقانون الدولي.

كما تطالب ماب المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل من أجل فكّ الإغلاق الذي تفرضه على نابلس والذي تصنفه منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية عقاباً جماعياً، وإنهاء القيود المفروضة على حركة المرضى والطواقم الطبية، والكفِّ فوراً عن روتين استعمال القوة المفرطة ضد المدنيين والطواقم الطبية.

Stay updated – join our mailing list

Sign up for our newsletter to receive all the latest updates from our programmes, campaigns and fundraising appeals.

* indicates required
Your Interests