10 January 2023
يواجه اللاجئون الفلسطينيون عاماً جديداً من التحديات في ظل الأزمة الاقتصادية والانسانية في لبنان، ولكن جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) تبذل قصارى جهدها لتوفير الرعاية الصحية والأمل للأشخاص الأكثر عرضة للخطر ولتوفير فرص حياة سليمة للاجئين الأبكر سناً. تحدثنا في هذه المقابلة مع امرأة ملهمة تتلقى دعماً أساسياً من إحدى طواقم قابلاتنا المجتمعية.
"اسمي هنادي*، 30 عاماً، وأنا أم لثلاث بنات تبلغ أصغرهن أربع شهور، وأسكن في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ولكن أسرتي تسكن بعيداً عني في مخيم آخر في جنوب لبنان. عمل زوجي في الصرف الصحي لحوالي 10 أعوام ولكنه فقد وظيفته مع بداية الأزمة الاقتصادية ولم يتمكن منذ حينها من العثور على عمل ثابت؛ ولكنه يحصل أحياناً على فرص مؤقتة كعامل مياومة. يعاني زوجي من وضع صحي غير جيد وألم شديد في ظهره وهو ما يقلّص من فرصه في الحصول على عمل.
نحن نعاني من وضع مالي صعب جداً وخاصةً بسبب التضخم والأوضاع الاقتصادية المتردية في لبنان. بالرغم من أن طفلتي لا تبلغ إلا أربع شهور إلا أني آخذة بالبحث عن عمل من أجل توفير حاجات أسرتي فهناك الكثير من الأساسيات التي لم نعد قادرين على شراءها. لقد تخلينا عن الكثير من الأشياء لنستطيع دفع تكاليف المدرسة والدروس الخصوصية لبناتنا فأنا وزوجي أُميَّان ولا نستطيع مساعدتهن في الدراسة. يتوجب عليَّ أيضاً شراء فوط لطفلتي ومستلزمات أخرى.
تؤثر ظروف المعيشة القاسية في المخيم على سلامة بناتي وكذلك الوضع الأمني المتردي والنزاعات المسلحة التي تحصل بين الحين والآخر. يعتريني وزوجي قلقٌ دائم حيال سلامة بناتنا ولذلك لا نسمح لهنّ باللعب في الخارج ونقوم باصطحابهن للمدرسة. ليس بمقدورنا أن نتأجر بيتاً خارج المخيم ولذلك ينبغي علينا بذل قصارى جهدنا للحفاظ على سلامتهن."
"لقد سمعت عن عمل ممرضات وقابلات ماب منذ سنوات عديدة فهنّ يتمتعنَّ بسمعة طيبة وباحترامِ المخيم، كما يتمتعنَّ بحبِّ الأمهات واستقبالهن لهنَّ في البيوت. أجهضتُ مرتين قبل حملي الأخير ولذلك حين علمتُ به توجهت لهنّ. لميس—إحدى ممرضات ماب—تابعت حالتي خلال الحمل وأخذت تزورني في البيت بعد الولادة."
"لقد كانت تجربة رائعة؛ أشعر أن لميس جزء من أسرتي وهي قريبةٌ جداً لقلبي. بالرغم من كل التحديات التي أواجهها إلا أنني أشعر بالراحة والهدوء حين تزورني في بيتي فهي تمنحني وقتاً كافياً للحديث والتعبير عن همومي وطرح الأسئلة—وهو ما لا يحصل خلال زيارة طبيب في عيادته.
كنت ممتنة كثيراً لزيارات لميس لي بعد الولادة فطفلتي وُلدت دون الوزن الطبيعي وحين قامت لميس بقياس وزنها أعطتني إرشادات خاصة بالرضاعة وعناية الأطفال، كما طمأنتني أن طفلتي بخير وأنني أقوم بعمل جيد. كنت سعيدة جداً بهذه الزيارات."
"تشعر النساء في المخيم بأن هناك من يكترث لأمرهنّ ويعتني بصحتهنّ وسلامتهنّ، وهذا الشعور مهمٌ جداً لنا خاصةً وأننا نواجه تحديات جسيمة في حياتنا اليومية. نشعر براحة نفسية عندما نجد من يعتني بنا بلطف ويستمع لهمومنا ويجيب عن كافّة أسئلتنا المتعلقة بالصحة والحمل ورعاية حديثي الولادة. تُبدي لميس والقابلات الأخريات أسلوباً لطيفاً دوماً وابتسامةً دافئة حين يتحدثنَّ مع الأمهات.
"كل شيء تقوم به القابلات والممرضات خلال زياراتهن مهم ومفيد، ولكن ما يمنحني الراحة والسعادة الأكبر هو قياسهنَّ لوزن طفلتي بالميزان الذي يحضرنه معهن وقيامهن بفحصها؛ فعلى سبيل المثال شعرت اليوم أن طفلتي لا تتنفس بشكل جيد ولكن بعد فحصها طمأنتني لميس بأن كل شيء على ما يرام."
"أريد شكر كل من جعل هذا المشروع ممكناً، وأتوجه بالشكر لقابلات وممرضات ماب لعنايتهنَّ بنا وبأطفالنا. أتمنى أن يستمر المشروع لوقت طويل من أجل مساعدة المزيد من النساء والأطفال الفلسطينيين. أتمنى أيضاً أن يقود المشروع لمزيد من الوعي في المجتمع حول رعاية الأطفال وأهمية الرضاعة بالنسبة للأمهات والأطفال. شكراً لكم."
شكراً لدعمكم لصحة وكرامة النساء والأطفال الفلسطينيين في لبنان. نرجو تكرمكم بالمساهمة في استمرار عمل قابلاتنا وممرضاتنا عبر التبرع هنا.
*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية