26 January 2023
قتل الجيش الإسرائيلي تسعة فلسطينيين بينهم امرأة مسنّة، خلال عملية عسكرية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية بتاريخ 26 يناير، كما أُصيب ما لا يقل عن 20 آخرين ومن بينهم أربعة في حالة حرجة، وذلك وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية.
وتتزامن عمليات القتل الأخيرة هذه وسط تصاعد العنف العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث قتلت قوات الجيش الاسرائيلي ما لا يقل عن 30 فلسطينياً —بينهم خمسة أطفال—منذ بداية العام الحالي (2023). ويمثل هذا تصعيدًا إضافيًا للهجمات على الفلسطينيين في أعقاب عام 2022، وهو الأعلى من حيث عدد القتلى الفلسطينين من قبل القوات التابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل البيانات في عام 2005.
تعبّر جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف ضد الفلسطينيين وخاصةً في ظل الموارد المحدودة للمستشفيات والمستجيبين الأوائل في تعاملهم مع موجة التصعيد.
تعقيباً على الوضع وخلال زيارتها الحالية للضفة الغربية أفادت ميلاني ورد—الرئيسة التنفيذية لماب—:"أن المسعفين والخبراء الذين تحدثت معهم يخبروننا أنهم يفتقدون للموارد اللازمة للتعامل مع تدفق المصابين بسبب تصاعد العنف العكسري الاسرائيلي وأنهم بحاجة للدعم الدولي الآن أكثر من أي وقت سابق في ظل استمرار اتدهور الأوضاع..
كما أعلنت وورد عن اطلاق ماب لنداء طارئ من أجل دعم جهود المستشفيات وطواقم الاسعاف الفلسطينية في انقاذ حياة المصابين.
كجزء من استجابتها الطارئة لما يحدث في الضفة الغربية ستقدم ماب للمستشفيات الفلسطينية وطواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الامدادات الطبية والمعدات اللازمة للرعاية المنقذة للحياة ، كما ستقوم عبر شراكتها مع الأخيرة بتدريب المسعفين في مجالات الرعاية الصحية للاصابات، بالإضافة إلى تقديم خدمات العيادة المتنقلة والتدريبات على الاسعافات الأولية للمجتمعات المهمشة في المنطقة "ج" من الضفة الغربية وذلك عبر شراكتها مع جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية.
نرجو مساهمتكم في استجابة ماب الطارئة
تستهجن ماب الاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية الفلسطينية والتي تكرّسها الحصانة التي تتمتع بها قوات الاحتلال الاسرائيلي. خلال العملية العسكرية على جنين قام الجنود الاسرائيليون بعرقلة طاقم الاسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولتهم اجلاء وعلاج المصابين، كما وورد استهداف القوات الاسرائيلية لسيارة اسعاف بالرصاص الحي مما أدى إلى الحاق الضرر بزجاجها الأمامي. يفيد وسام بكر—رئيس مستشفى جنين الحكومي—بأن "سائق سيارة الاسعاف حاول تقديم العلاج لمصاب فلسطيني أثناء استلقاء الأخير على الارض إلا أن القوات الاسرائيلية أطلقت الرصاص على سيارة الاسعاف ومنعت سائقها من الوصول للمصاب."
كما وصفت مي الكيلة—وزيرة الصحة الفلسطينية—الأوضاع في جنين بـ"الحرجة" وأفادت أن القوات الاسرائيلية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على قسم الأطفال في مستشفى جنين الحكومي.
وقالت أسيل بيضون—مديرة المناصرة والتواصل في ماب—أنه "وجب على المجتمع الدولي التوقف عن صمته إزاء ما قامت به القوات الاسرائيلية اليوم في جنين وما يحدث بشكل يومي في الضفة الغربية"، وأضافت أن "الطواقم الطبية الفلسطينية تتعرض منذ وقت طويل للاعتداءات دون أي محاسبة لقوات الاحتلال الاسرائيلي.
كما عبّرت بيضون عن صعوبة الوضع بالنسبة للفلسطينيين: "لقد وصلنا إلى نقطة يمكنني أن أقول فيها إننا جميعًا خائفون. نشعر وكأن حياتنا لا تهم، وكل فلسطيني يواجه خطرا هائلا. حتى أولئك الذين يحاولون إنقاذنا ليسوا بأمان."
دعى الفلسطينيون اليوم لإضراب عام في الضفة الغربية ولمظاهرات يحتجون فيها على سياسات التمييز التي تستمر اسرائيل في تطبيقها ضدهم. تنطوي الظروف الحالية—في ظل الأزمة الصحية والإنسانية المتفاقمة—على احتمال حقيقي لتصاعد عنف الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية وربما يمتد لقطاع غزة، خاصةً مع تشكيل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة مؤخراً.
يمكن للمجتمع الدولي ويتوجب عليه—بما فيه المملكة المتحدة—أخذ المزيد من الاجراءات لتطبيق القانون الدولي وحماية المدنيين وضمان الحق في الرعاية الصحية وانهاء الحصانة التي يتمتع بها منتهكو حقوق الفلسطينيين في الصحة والكرامة.
ماب بحاجة لدعمكم من أجل الاستجابة لحالة الطوارئ في الضفة الغربية؛ نرجو تبرعكم اليوم للمساهمة في جهودنا في التعامل مع تفاقم الأزمة الصحية.