3 February 2023
تستمر القوات والمستوطنون الاسرائيليون باستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة عقب الهجوم الاسرائيلي الأخير على جنين والذي قتلت فيه عشر فلسطينيين—بمن فيهم سيدة مسنّة، كما قتلت القوات الاسرائيلي بتاريخ 30 يناير نسيم أبو فودة—26 عاماً—في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهو ما يرتفع حصيلة الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الاسرائيلية خلال العام الجاري إلى 35 فلسطينياً—من بينهم سبعة أطفال—حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
أدى استخدام القوات الاسرائيلية للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز إلى إصابة عدد أكبر من الفلسطينيين حيث تفيد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقم الطوارئ التابعة لها قدّمت ما بين 26 و29 يناير العلاج لـ173 مصاب فلسطيني وتم تحويل 49 منهم للمستشفى لاستكمال علاجهم.
كما تفيد جمعية الهلال الأحمر أن السلطات الاسرائيلية قامت بزيادة العراقيل المصاحبة للحواجز المنتشرة في الضفة الغربية—بما فيها القدس الشرقية، وهو ما يقيّد حرية الحركة والتنقل بالنسبة للفلسطينيين والطواقم الطبية.
وصرّح محمد فتياني—المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر—أن "القيود الجديدة تخلق أزمة سير كبيرة تؤدي لتأخير سيارات الاسعاف في الوصول لأماكن الأحداث ونقل المصابين للمستشفيات، بالإضافة إلى الوحشية التي يعامل فيها الجنود الاسرائيليون الطواقم الطبية الفلسطينية."
كما قامت القوات الاسرائيلية باغلاق مدينة أريحا ليوم سادس على التوالي بحجة البحث عن متهمين بخطة للهجوم على مطعم في مساء يوم السبت، 28 يناير، حيث تنتشر القوات الاسرائيلية بكثافة على مداخل المدينة الشمالية والجنوبية وعلى طرق أخرى حولها وتقوم بعرقلة حرية السكّان في الحركة والتنقل وبتفتيش سياراتهم وفحص هوياتهم؛ وهي الحالة التي تشابه الاغلاق الذي فرضته القوات الاسرائيلية لثلاث أسابيع على مدينة نابلس في العام الماضي والذي قوّض من وصول السكّان للرعاية الصحية.
كما أسفرت الأوضاع الراهنة عن مقتل وإصابة اسرائيليين في الضفة الغربية حيث قام فلسطينيٌ بتاريخ 27 يناير بقتل سبعة اسرائيليين—من بينهم طفل—بعد اطلاقه النار عليهم بالقرب من كنيس يهودي في المستوطنة الاسرائيلية نيڤي ياكوڤ (النبي يعقوب)، كما تم اصابة مستوطنَين اسرائيليَّين في سلوان بالقدس الشرقية بتاريخ 28 يناير.
وعقب هذه الأحداث تفيد الأنباء عن اتخاذ السلطات الاسرائيلية لاجراءات تصعيدية وانتقامية بما فيها تعزيز وجود القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية وحماية المستوطنات واقتراح تسهيلات قانونية لحمل المدنيين الاسرائيليين للسلاح وتجريد الأسر الفلسطينية من حقوقها في الاقامة والضمان الاجتماعي، وهي الاجراءات التي نددت بها مؤسسات حقوقية اسرائيلية وفلسطينية ووصفتها بالـ"العقاب الجماعي" الذي ينطوي على انتهاك للواجبات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل.
كما أن العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين لا ينحصر في شكله العسكري وإنما يمارسه أيضاً المستوطنون بشكل يومي، حيث أفادت السلطات الفلسطينية أنه وفي يوم واحد، 28 يناير، قام مستوطنون اسرائيليون بتنفيذ 144 هجوم على الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية حيث شملت هذه الهجمات اشعال حريق واعتداء على سيارة اسعاف.
تعبّر جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) عن استمرار قلقها البالغ حيال قدرة المستشفيات وطواقم الطوارئ على التعامل مع أعداد المصابين والجرحى، في ذات الوقت الذي أطلقت فيه استجابتها لحالة الطوارئ والتي ستشمل تقديم معدات وأدوية ومستلزمات طبية لازمة للرعاية المنقذة للحياة لاثنتين من المستشفيات الفلسطينية الرئيسية: مستشفى رفيديا في نابلس ومستشفى المقاصد في القدس الشرقية، كما ستشمل استجابة ماب تزويد المستجيبين الأوائل العاملين في جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية بالمستلزمات والمستهلكات الطبية التي يحتاجونها لعلاج المصابين وضمان استقرار حالتهم حتى وصول سيارات الاسعاف.
نرجو مساهمتكم في استجابة ماب لحالة الطوارئ
يجب على المجتمع الدولي—بما فيه المملكة المتحدة—أخذ اجراءات فورية وجادّة من أجل منع تدهور الأوضاع، وهو ما قد يحدث في الأسابيع أو الشهور المقبلة ما لم يتم أخذ تلك الاجراءات. يتوجب على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية وذلك عبر أخذ الاجراءات التي توفر الحماية للفلسطينيين وتفعّل المحاسبة بشأن الانتهاكات لحقوقهم في الصحة والحياة الآمنة وضمان تمتع الطواقم الطبية بحرية الحركة والموارد اللازمة للتعامل مع تدفق الجرحى والمصابين.