9 October 2024
يستمر الجيش الإسرائيلي في حصار المستشفيات والعيادات وطواقم العمل الإنساني في ظل نفاد الوقود والإمدادات الطبية وإنعدام المرور الآمن في شمال غزة بما يعزل أكثر من 300 مريض من ذوي الحالات الحرجة في المرافق الطبية هناك.
يوسّع الجيش الإسرائيلي من توغله في شمال غزة والذي اُضطر مستشفى كمال عدوان إلى إيقاف معظم خدماتها؛ إلا أنّ الطواقم الطبية الصامدة في قسم الطوارئ لا تزال على رأس عملها في استقبال وعلاج المصابين، أما الأطفال حديثي الولادة المحتضنين في وحدة العناية المركزة المخصصة لهم بدعم من ماب في المستشفى فقد تم إجلاءهم عبر سيارات إسعاف إلى مستشفى أصدقاء المرضى في مدينة غزة، والمدعومة أيضاً من ماب، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي تحتجز سيارات الإسعاف عند نقاط التفتيش العسكرية.
تقول فكر شلتوت، مديرة ماب في غزة، أنه "وبعد مرور عام على هجوم الجيش الإسرائيلي على غزة تكرر قواته اجبار المستشفيات على إيقاف عملياتها بالرغم من امتلاء المستشفيات بالمدنيين المهجّرين والمرضى والطواقم الطبية، وهم جميعهم محميون بموجب القانون الدولي. نحن قلقون للغاية بشأن سلامة المرضى في المستشفى والطواقم التي بقيت هناك لرعايتهم بالرغم من الظروف المستحيلة."
ويؤكد روهان تالبوت، مدير الحملات والمناصرة في ماب، أن "الجيش الإسرائيلي في شمال غزة ينتهج تدمير القليل المتبقي من المنظومة الصحية ومحو الظروف اللازمة لنجاة الفلسطينيين، وحتى لو أجبر الناس على الفرار فلا مكان آمن في غزة ليلجؤوا إليه."
ويضيف تالبوت أنه "وبعد تسع شهور من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية المحتملة في غزة، أدى الفشل الكارثي للمجتمع الدولي في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفرض وقف إطلاق النار إلى تمكين إسرائيل من تصعيد هجومها القاتل. على المجتمع الدولي أن يتحرك قبل أن تُمحى غزة بالكامل".
أجبر الجيش الإسرائيلي أكثر من 70,000 مواطن في شمال غزة على الفرار من بيوتهم وحاصر المنطقة وكثّف من قصفها في ذات الوقت الذي أغلق فيه أو استهدف سبل الفرار منها.
يعزل الحصار الإسرائيلي المستمر شمال غزة عن بقية المناطق ويعيق وصولَ المساعدات الإنسانية، فيما جعل أحد موظفي ماب يخشى أنه لم يُسمح له بالعودة لبيته بعد أن تم تهجيره منه مؤخراً.
تؤثر أوامر التهجير على 84% من سكّان غزة في أسلوب يكرر الجيش الإسرائيلي ممارسته في لبنان حيث أصبح السكّان في رُبع الأراضي اللبنانية تحت أوامر التهجير.
من الواجب وعلى الفور أخذ التدابير اللازمة لمنع محو الوجود الفلسطيني في شمال غزة، ولذلك تطالبُ ماب حكومة المملكة المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إسرائيل عن تهجيرها القسري للفلسطينيين من شمال غزة ولضمان الحماية المستمرة للمدنيين بمن فيهم من اختاروا البقاء في بيوتهم. يتوجب على حكومة المملكة المتحدة المطالبة بحماية المرافق الصحية والطواقم الطبية والمرضى في مستشفيات شمال غزة، كما يجب عليها فوراً وبشكل كامل وقف جميع عمليات نقل الأسلحة لإسرائيل والضغط عليها من أجل الامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة.
ندعوكم لمراسلة ممثليكم البرلمانيين وحثّهم على مطالبة حكوماتهم بأخذ الإجراءات الكفيلة بتطبيق القانون الدولي وإيقاف جميع عمليات نقل الأسلحة لإسرائيل.
صورة: الأطفال حديثي الولادة الذين تم اجلاءهم من مستشفى كمال عدون إلى مستشفى أصدقاء المريض في مدينة غزة
