بعد عام من فشله: على المجتمع الدولي التحرك بشكل جاد وعاجل لحماية الفلسطينيين في غزة

بالتزامن مع مرور عام على الهجوم العسكري الإسرائيلي والحصار لغزة تطالب جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) باتخاذ إجراءات جادّة لفرض وقف إطلاق النار والامتثال للقانون الدولي وحماية الفلسطينيين من الإبادة الجماعية المحتملة.

واصلت قوات الجيش الاسرائيلي خلال العام المنصرف قصفها العشوائي في غزة بما أسفر عن موتٍ ودمارٍ يفوقا في نطاقهما أي تخيل سابق، فقد قُتل أكثر من 41,000 فلسطيني، كما أُصيب أكثر من 96,000 آخرين لا يمكنهم الحصول على رعاية طبية كافية من نظام صحي تمّ إنهاكه وتفكيكه بشكل ممنهج.

تفيد وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل 986 فرداً من الطواقم الطبية، وهو رقم غير مسبوق في أي صراع آخر خلال السنوات الأخيرة. كما أن أفراد الطواقم الطبية الناجين استنفذوا قواهم بعد المواظبة على عملهم لعام كامل تحت القصف والهجمات العسكرية الإسرائيلية. تتكشف الأزمة الصحية الناجمة بالتزامن مع تدمير حوالي 70% من المباني في غزة وحصار إسرائيلي أعاق بدوره عمليات الإغاثة الإنسانية وعرقل وصول السكّان للكهرباء والغذاء والمياه والأدوية والوقود؛ فيما يحرم في مجمله عدداً كبيراً من الأسر من الضروريات الأساسية للحياة—بما فيها مياه الشرب الآمنة والغذاء الكافي ومواد النظافة—ويتسبب في انهيار نظام المعيشة والانتشار السريع للأمراض المعدية مثل شلل الأطفال.

صعّدت إسرائيل في ذات الوقت من اعتداءاتها العشوائية وغير المتناسبة في الضفة الغربية المحتلة وفي لبنان حيث أسفرت هجمات جيشها عن مقتل وإصابة الآلاف من الناس؛ فيما يزيد من احتمال انحدار المنطقة نحو حرب شاملة تهدد حياة عدد لا يمكن حصره من المدنيين.

مضت أكثر من تسع شهور الآن على أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية المحتملة في غزة إلا أن اسرائيل لم تلق بالاً لأمر المحكمة في ذات الوقت الذي فشل فيه المجتمع الدولي في تحقيق وقف لإطلاق النار والامتثال للقانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سلس للناس في غزة.

تشكّل الهجمات الإسرائيلية تهديداً وجودياً للمجتمعات التي تعمل ماب على خدمتها في المنطقة ولذلك تطالب الجمعية قادة العالم بإنهاء حرب إسرائيل على الفلسطينيين قبل فوات الأوان.

في تعليقها على مرور عام على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، تقول فكر شلتوت—مديرة ماب في غزة—أنه: "لم يعد هناك ما نقوله لوصف الأهوال التي يشهدها ويعايشها طاقمنا في غزة، والتهديد الوجودي للناس ماثلٌ في تكرار عمليات القتل الجماعي واستخدام التجويع كسلاح حرب والتدمير الممنهج لقطاع الرعاية الصحية. إن غزة تمحى أمام ناظرنا."

ويضيف روهان تالبوت، مدير الحملات والمناصرة في ماب: "نحن بحاجة وقف فوري لإطلاق النار وتعليق عمليات نقل الأسلحة لإسرائيل ورفع العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية. نحن بحاجة كل ذلك لإيقاف إبادة محتملة ولضمان نجاة الفلسطينيين في غزة والآن حتى في المنطقة."

بلغ التضامن الدولي مع الفلسطينيين والدعم لماب مستويات غير مسبوقة منذ أكتوبر في العام الماضي وهو ما مكّن طاقم ماب في غزة من الاستجابة لحالة الطوارئ بالتزامن مع محاولتهم المستمرة للنجاة بأنفسهم، حيث تفانوا في تقديم معونات الإغاثة من الأدوية الأساسية والمعدات الطبية ومواد الغذاء والإيواء لمستفيدين تجاوز عددهم 560,000. كما أرسلت ماب 10 فرق طوارئ من أطباء دوليين إلى غزة لمساندة الطواقم الطبية المحلية في علاج المصابين.

يؤكد محمد آغا الكردي، مسؤول برنامج ماب، أن "الوضع الصحي في غزة مستمر في التدهور بعد عام كامل من الهجمات العسكرية الإسرائيلية الأكثر دموية حسبما أذكره. نستحق نحن الفلسطينيون مستقبلاً وحياةً أفضل، ونستحق الحرية، وذلك بدءً بوقف إطلاق النار دون سواه. سوف نستغرق عقوداً في إعادة بناء غزة وإعادة بناء حياتنا فيها ولذلك يجب أن نبدأ بذلك الآن."

وتضيف سندس الأشقر، مساعدة برامج ماب في غزة، أن "جميع الكلمات تعجز عن وصف العام المنصرف. من كان يتخيل أنه وفي هذه الحقبة من التطور التكنولوجي السريع سيظلُّ حكّام العالم صامتين، أنهم يشاهدون الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة وتهجير الكثير من الناس للعيش في الخيام دون أن يقولوا أي شيء؟"

"كان العام المنصرف شديد القسوة على الناس في غزة فقد واجهوا صعوبات متكررة وقلقاً مستمراً في تحقيق أبسط حاجاتهم وتلقي الرعاية الصحية والتعليم وبذل الجهود لإعادة البناء؛ إلا أنه وبالرغم من الأزمة لازال المجتمع المحلي متألقاً بصموده."

مددت ماب استجابتها الطارئة للضفة الغربية ولبنان حيث تعمل على تعزيز الخدمات الطبية في ظل التصعيد الخطير لهجمات الجيش الإسرائيلي هناك والتي تطال آثارها المزيد من الفلسطينيين.

دعمكم الكريم يمكننا من مواصلة تقديم الإمدادات الأساسية والغذائية والإنسانية في غزة والضفة الغربية ولبنان

صورة: فلسطينيون في شمال غزة (المصدر: عطية حجازي/ماب)

Our cookies

We use cookies, which are small text files, to improve your experience on our website.
You can allow or reject non essential cookies or manage them individually.

Reject allAllow all

More options  •  Cookie policy

Our cookies

Allow all

We use cookies, which are small text files, to improve your experience on our website. You can allow all or manage them individually.

You can find out more on our cookie page at any time.

EssentialThese cookies are needed for essential functions such as logging in and making payments. Standard cookies can't be switched off and they don't store any of your information.
AnalyticsThese cookies help us collect information such as how many people are using our site or which pages are popular to help us improve customer experience. Switching off these cookies will reduce our ability to gather information to improve the experience.
FunctionalThese cookies are related to features that make your experience better. They enable basic functions such as social media sharing. Switching off these cookies will mean that areas of our website can't work properly.
AdvertisingThese cookies help us to learn what you're interested in so we can show you relevant adverts on other websites and track the effectiveness of our advertising.
PersonalisationThese cookies help us to learn what you're interested in so we can show you relevant content.

Save preferences