أطباء ضمن فرق ماب: "إصابات لم أرَ مثلها قطّ طيلة حياتي المهنية" و"مذبحة" بحقّ المدنيين إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأنروا

استهدفت غارة جوية إسرائيلية مساء يوم الأحد، الموافق 15 ديسمبر، مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي مدنيين فلسطينيين نزحوا من بيوتهم في خانيونس، حيث وقع الهجوم في ما يسمى بـ"المنطقة الإنسانية الآمنة" في المواصي وعلى بُعد أمتار قليلة من مستشفى ناصر—وهي إحدى آخر المستشفيات التي لازالت قادرة على العمل بشكل جزئي في غزة.

 

تسبب الهجوم في إغراق قسم الطوارئ في مستشفى ناصر بالمصابين حيث عمل طاقم القسم على إنقاذ حياتهم طيلة ليلة الأحد حسبما بيّن أطباء دوليون كانوا متطوعين في المستشفى ضمن فريق طوارئ طبية تقوده جمعية العون الطبي للفلسطينيين (ماب) ولجنة الإنقاذ الدولية.

أفاد أحد استشاريي العناية المركزة وطب الطوارئ في الفريق والذي كان يعمل في القسم حينها أنهم "استقبلوا عدداً كبيراً من المصابين وامتلئ قسم الطوارئ بنساء وأطفال ومرضى مسنين ذوي إصابات خطيرة"، وأضاف:

لقد فقدتُ ]قدرتي على[ إحصاء عدد المصابين والذين جاءوا بإصابات لم أرَ مثلها قطّ طيلة حياتي المهنية. لقد أحصيتُ وفاةَ ما لا يقل عن 18 ضحية في قسم الطوارئ وكان من بينهم 12 طفلاً دون الـ12 من العمر. أول مريضة وصلت المستشفى كانت فتاة في الثالثة من العمر اخترقت أجزاء الشظايا جُمجمتها ومزّقت الجانب الأيسر من جبهتها بشكل كامل. اضطررنا لإجراء العملية لها في غرفة الطوارئ دون وصول كافٍ للأدوية أو مسكنات الألم أو مواد التخدير. من الواضح جداً لي أن الأطفال الذي شاهدتهم بالأمس ليسوا أعضاءً في أي منظمة عسكرية. إنهم أطفال صغار يحاولون الفرار من الحرب عبر اللجوء لمدرسة تابعة للأنروا؛ إلا أنهم تعرضوا للذبح. ليس لديّ طريقة أخرى لوصف الأمر.

أما أحد جرّاحي الأوعية الدموية—وهو متطوع مع فريق الطوارئ التابع لماب ولجنة الإنقاذ الدولية—فقد أشار إلى أن: "الأمر فاق الوصف والخيال ففي غضون دقائق امتلأ قسم الحوادث والطوارئ بالضحايا وكل الذين رأيتهم بينهم كانوا من النساء أو المراهقين أو الأطفال دون سن العاشرة". وتابع بقوله أن "بعضهم لهث لوهلة ثم مات بينما كان الكثير منهم مصابين بجروح خطيرة وماتوا في مكان القصف أو في الطريق إلى المستشفى." وأكد الجرّاح على اعتقاده "بأنه من الواجب بذل كل جهد ممكن لإنقاذ المدنيين من هجمات كهذه. لا ينغبي أن نرى الأطفال والنساء والفتيات ضمن استهدافات الصواريخ."

وأضاف جرّاح تجميلي ضمن الفريق أيضاً: " أول مريض قابلته كان صبياً بين 12 و14 من العمر. كان وجهه مكدوماً ومحترقاً بالكامل وكان مصاباً بجرح مفتوح في صدره وجروح في ساقيه الاثنتين. لا أعرف فيما إذا كان سينجو من إصاباته. إنه صبي صغير سيفقد حياته أو على الأقل إحدى ساقيه دون أي خطأ منه".

تأتي هذه الشهادات في سياقٍ أسفر فيه الهجوم العسكري الإسرائيلي عن مقتل ما لا يقل عن 45,000 فلسطيني وإصابة أكثر من 106,000 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن حسب وزارة الصحة الفلسطينية، بمن فيهم 1,047 من أفراد الطواقم الطبية الفلسطينية الذين تعرضوا للقتل.

يتعامل الطاقم الطبي في مستشفى ناصر منذ أكثر من عام مع حلقة أسبوعية من الإصابات الجماعية في ظلّ نقصٍ شديدٍ في الإمدادات الطبية والمعدات والوقود والغذاء والموظفين؛ إلا أن الجيش الإسرائيلي كان قد اقتحم المستشفى وحاصرها في فبراير/شباط حيث اعتدت قواته على العديد من أفراد طاقمها والمرضى فيها سواءً بالقتل أو الإصابة أو الإعتقال، بالإضافة إلى إلحاق أضرارٍ جسيمة بالمستشفى والتسبب في توقفها عن العمل. تعمل ماب في هذا الصدد مع شركائها ومع وزارة الصحة لإعادة تأهيل بعض أقسام المستشفى وتوفير الدعم للطاقم العامل فيها.

تحثُّ ماب المجتمع الدولي على عدم غضّ النظر عن الدمار المزيد الذي يلحق بقطاع الصحة في غزة والكارثة الإنسانية الناجمة عنه. يجب على حكومة المملكة المتحدة الكَفُّ عن استمرارها كحليف للفظائع الإسرائيلية والشروعُ بإجراءات جادّة لحماية المدنيين الفلسطينيين ومنظومة صحتهم بما في ذلك عبر فرض حظر فوري على عمليات نقل السلاح لإسرائيل، كما يجب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.

تحرّكوا الآن عبر مراسلة ممثليكم البرلمانيين

صورة: فلسطينيون في مدرسة تحولت ملجئاً ثم دمرتها غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة في 16 نوفمبر 2024 (مصدر: محمود زكي/Alamy Live News)

Stay updated – join our mailing list

Sign up for our newsletter to receive all the latest updates from our programmes, campaigns and fundraising appeals.

* indicates required
Your Interests