يعرض الصراع والاحتلال الاسرائيلي لعسكري حياة الفلسطينيين لخطر مستمر بالقتل أو الإصابة كل عام، ويتزامن هذا الخطر مع وقتٍ تعاني فيه المستشفيات من نقص الموارد وتجزئة خدمات الصحة وعدم قدرة الطواقم الطبية دوماً على الإلتحاق بفرصٍ ضرورية لبناء قدراتهم، كما أن الهجمات المتكررة على قطاع غزة—بما فيها تلك التي كانت في 2008-2009م و2012م و2014م و2021م بالإضافة إلى الإعتداءات على المتظاهرين خلال مسيرات العودة الكبرى في 2018م—ألقت بآثارها المستمرة حتى الآن على حياة الآلاف من الفلسطينيين.
حتى بعد أعوام من هذه الهجمات والأزمات التي تمخضت عنها لازال العديد من المصابين مستمرين في جهودهم للتعافي من إصاباتهم وفي حاجتهم لعمليات جراحية معقدة لإعادة بناء أطرافهم المصابة، ولذلك من الضروري العمل على تحسين خدمات إعادة التأهيل للحدِّ من الإعاقات طويلة الأمد.
تستجيب ماب بسرعة في حالات الطوارئ عبر العمل مع شركائها لتوفير المستلزمات الطبية العاجلة للمستشفيات بما يضمن تلقّي المصابين العلاج الذي يحتاجونه، كما تقدم ماب دعمها في مجالات التعامل مع الصدمة وإعادة بناء الأطراف وعلاج الحروق وجراحة الأعصاب وخدمات بنوك الدم.
قدمت ماب مساهمة كبيرة في دعم استجابة وزارة الصحة الفلسطينية لجائحة فيروس كورونا حيث قدّمت للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية معدات الوقاية الشخصية ووفّرت مولدات الأكسجين والأدوية ومواد الفحص المخبري وأجهزة التعقيم وأجهزة الضغط الإيجابي المستمر لضخ الهواء بهدف تحقيق نتائج سريرية أفضل لذوي حالات الإصابة الحرجة.
تسعى ماب لتحقيق تنمية طويلة الأمد في قدرات عاملي الصحة الفلسطينيين وفي كفاءة النظام الصحي الذي يقومون عليه من أجل التعامل الفعّال مع حالات الطوارئ، كما وتسعى لتمكين مجتمعات الفلسطينيين لبناء أنظمة وإجراءات مناسبة للتعامل مع الأزمات، وتقدّم دعمها بما يكفل جاهزية المستشفيات للإستجابة لحالات الطوارئ بما في ذلك حوزتها على كميات كافية من الأدوية والمعدات الطبية.
تتسبب ظروف التهجير ونقص الكهرباء وأوضاع المعيشة المتردية والإعتماد الكبير على النار المكشوفة في إصابات بالحرق وخاصةً بالنسبة للنساء والأطفال. تحول نقاط التفتيش الاسرائيلية وحواجز الطرق في الضفة الغربية دون الوصول السريع لخدمات علاج الحروق مما يزيد من مخاطر العدوى والإنتان (تعفن الدم)، ولذلك تعمل ماب على بناء قدرات الطواقم الطبية في أربع وحدات مختصّة بعلاج الحروق—اثنتين في الضفة الغربية واثنتين في قطاع غزة—عبر تقديم تدريبات اختصاصية وتوفير أدوية ومعدات أساسية.
يواجه قطاع غزة نقصاً مزمناً في الإمدادات الطبية الضرورية حيث بلغت نسبة الأصناف الصفرية من الأدوية الأساسية 50% في مارس 2021م بمعنى أن الكمية الموجودة منها في مستودع أدوية غزة المركزي كانت كافية لأقل من شهر فقط. يؤدي هذا النقص إلى آثارٍ سلبية على رعاية المرضى وقد يتسبب في حالات وفاة وإعاقة طويلة الأمد يمكن تفاديها إلا أن الأزمات الأخيرة فاقمت من آثاره—بما فيها الهجمة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في مايو 2021م.
تتابع ماب هذا النقص وتقدم العون عبر إمداد قطاع غزة بالأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية بما فيها العقاقير ومواد الفحص المخبري اللازمة للاستجابة لفيروس كورونا.
تسببت الهجمات المتكررة على قطاع غزة في العديد من الإصابات شديدة التعقيد والتي يصعب التعامل معها في ظل حرمان النظام الصحي في غزة من الموارد اللازمة، ولذلك أسست ماب مع شريكتها، جمعية آيديالز، في مستشفى ناصر وحدة دائمة مختصّة بإعادة بناء الأطراف يقوم عليها جرّاحون وممرضون محليون بما يوفّر مستقبلاً يتمكن فيه نظام الصحة في غزة من تقديم عمليات الجراحة الترميمية وجراحة ما بعد الصدمة.
أُصيب أكثر من 7,000 فلسطينيٍ بالرصاص الحي خلال مسيرات العودة الكبرى في عامي 2018م و2019م، وقُتل 260 آخرون خلال الهجمة العسكرية الإسرائيلية في مايو 2021م—من بينهم 66 طفلاً، كما وأصيب أكثر من 2,200 فلسطينيٍ خلال الهجمة—من بينهم 685 طفلاً و480 إمرأة. قد يعاني العديد من هؤلاء المصابين من إعاقات دائمة أو من الحاجة لإعادة تأهيل طويل الأمد، وهي الآثار التي تُبرز الأهمية البالغة لعملنا خاصةً في ظل تكرار الهجمات الاسرائيلية على القطاع.
يواجه لبنان في ظل جائحة كورونا أزمة إقتصادية تعتبر الأسوأ في تاريخه منذ عقود وهو الوضع المركَّب الذي يترك آثاراً جسيمة على حياة 250,000 فلسطينيٍ في مخيمات اللجوء في لبنان.
تزيد ماب من جهودها في الاستجابة لهذا الوضع عبر تشغيل المزيد من القابلات لتنفيذ زيارات منزلية لدعم النساء الحوامل ذوات الحالات الهشّة وللأمهات حديثات الولادة ولأطفالهن، كما وتقدم ماب سلّات غذائية للأسر المعرضة لسوء التغذية، وتوفّر المعدات الطبية الأساسية لمستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.