تستمر مجتمعات الفلسطينيين في كلٍ من الأرض الفلسطينية المحتلة ولبنان في مواجهة التحديات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال حيث ترتفع معدلات المرض والوفيات بين الأمهات والأطفال فيما يجعل هاتين الفئتين ضمن الأكثر هشاشة في ظل الصراع والاحتلال الاسرائيلي العسكري المطوّل. في هذا السياق، يتطلب تعزيزُ صحة الأمهات والمواليد والأطفال زيادةَ الوصول للرعاية الصحية عالية الجودة وتحسينَ سلوكيات الصحة وطلب الرعاية في مجتمعات الفلسطينيين.
تنتهج ماب أسلوباً متكاملاً في التعامل مع قضايا صحة النساء والأطفال والذي يشمل خدمات الصحة الإنجابية والأمومة السليمة وصحة الأطفال، وخدمات الرعاية النفسية والاجتماعية ودعم الوالدين، والتعرف على والإستجابة للحالات التي يتعرض فيها الأطفال للإساءة أو الإهمال أو العنف المنزلي.
تقدم ماب خدمات القبالة عبر زيارة البيوت وهي الخدمات الوحيدة من نوعها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. بَنت القابلات العاملات مع ماب علاقاتٍ وطيدة مع المجتمعات وفهماً عميقاً لاحتياجاتها ولآليات التأقلم التي تتبعها أسر اللاجئين. ساعد عمل القابلات على زيادة معدلات الرضاعة، وخفض معدلات فقر الدم وعدد حالات الحمل ذات الخطورة العالية، وزيادة إستعمال موانع الحمل بعد الولادة.
زادت معدلات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار المفروض عليه لـ15 عاماً، ويفيد شريكنا المحليّ بأن الحاجة لخدمات مكافحة سوء التغذية زادت عن أي وقت مضى في ظل ارتفاع مستويات فقر الدم ونقص الفيتامينات بالإضافة لانتشار حالات التقزم والتي تشير لسوء تغذية مزمن قد يؤثر مدى الحياة على من يعانون منه. تُسخّر ماب للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية عيادةً خاصةً بتقديم وجبات طعام صحية ومكمّلات غذائية وأدوية طبية لهم وتقدم لذويهم سلّات غذائية من الطعام الطازج والجاف كما وتساعدهم على تعلم أساسيات التغذية وكيفية تحضير وجبات طعام صحية في البيت.
تقدم ماب منذ عام 2008م خدماتها لدعم حديثي الولادة وذلك عبر تدريب الأطباء والممرضين والقابلات العاملين في وحدات التوليد ورعاية حديثي الولادة في قطاع غزة وعبر توفير الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية الضرورية بهدف تمكين المستشفيات من الحفاظ على حياة المزيد من الأطفال.
ينتشر العنف الجنساني في بعض المجتمعات التي تعمل بها ماب دون أن تحظى هذه المجتمعات بفرص لنقاشه والتوعية به، وقد كرّست جائحة فيروس كورونا من انتشار هذا العنف بما عرّض النساء للمزيد من المخاطر. تعمل ماب مع عدد من المؤسسات الشريكة التي تقودها النساء من أجل تعزيز حماية ذوات الحالات الهشّة والناجيات من العنف الجنساني في غزة ولبنان ومن أجل زيادة وصولهن للدعم والخدمات الأساسية ليصبحن صانعات تغيير في مجتمعاتهن.